أول حركة للجنين: كيف تشعر الأم بتلك اللحظة الفارقة
تعدُّ أول حركة للجنين من أكثر اللحظات المؤثرة والمميزة في تجربة الأمومة. فهي لحظة فارقة تُحتسب ضمن أهم تجارب الحمل، لأنها تمثل بداية تفاعل حقيقي بين الأم وطفلها الذي لا يزال في رحمها. وعلى الرغم من أن حركة الجنين ليست سمة فريدة لمجموعة محددة من الأمهات، إلا أن العديد منهن يشعرن بنوع من الترقب والانتظار لهذه اللحظة التي تؤكد حقيقة وجود الطفل داخل الرحم.
الفترة التي يبدأ فيها الجنين بالحركة
في العادة، تبدأ حركة الجنين بين الأسبوعين 16 و25 من الحمل. إلا أن هذا التوقيت يختلف من أم لأخرى. في البداية، قد تشعر بعض الأمهات بحركات الجنين في وقت مبكر، بينما قد يتأخر هذا الشعور لدى أخريات حتى منتصف الحمل أو حتى في وقت لاحق من ذلك. يمكن أن تؤثر العديد من العوامل في توقيت الشعور بالحركة، مثل وزن الأم، ما إذا كانت قد حملت من قبل، أو حتى موقع المشيمة.
تُعتبر الحركة الأولى للجنين أكثر من مجرد تحرك للأطراف داخل الرحم، فهي تمثل بداية إدراك الأم لوجود طفلها على نحو أكثر واقعية. وتنتقل هذه الحركة من مجرد “نقرة” أو “رفرفة” بسيطة إلى حركات أقوى وأكثر تمييزًا مع مرور الأسابيع.
ما هي أول حركة للجنين؟
قد تختلف كيفية شعور الأم بأول حركة للجنين، لكن في الأغلب تكون هذه الحركات عبارة عن “رفرفة” أو “نقرة” خفيفة. يمكن أن تُشبه هذه الحركة الشعور بوجود فقاعات هوائية داخل البطن أو حتى خفقان قلب خفيف. بعض الأمهات يعبرن عن أول حركة شعورًا كما لو أن هناك “فراشة” أو “سمكة صغيرة” تتحرك داخل رحمهن.
العوامل التي تؤثر على شعور الأم بالحركة الأولى
هناك العديد من العوامل التي تؤثر في توقيت وكيفية شعور الأم بالحركة الأولى للجنين. أبرز هذه العوامل:
-
عدد الحمل: الأمهات اللاتي سبق لهن الحمل غالبًا ما يشعرن بحركة الجنين في وقت مبكر مقارنة بالأمهات الحوامل لأول مرة. ذلك لأنهن اعتدن على هذه الحركات في الحمل السابق.
-
وزن الأم: الأمهات ذوات الوزن الزائد قد يشعرن بحركة الجنين في وقت لاحق مقارنة بالأمهات ذوات الوزن الطبيعي. يعود السبب إلى أن الدهون الزائدة في البطن قد تعيق الشعور المبكر بالحركة.
-
موقع المشيمة: في حال كان موقع المشيمة في الجزء الأمامي من الرحم، فقد يحول ذلك دون شعور الأم بالحركة في وقت مبكر. أما إذا كانت المشيمة في الجزء الخلفي من الرحم، فإن الأم قد تشعر بالحركة في وقت مبكر.
-
نمط حياة الأم: بعض الأمهات اللاتي يتبعن نمط حياة نشط قد يشعرن بحركة الجنين بشكل أسرع. بالعكس، الأمهات اللواتي يمارسن حياة أقل نشاطًا قد يتأخر شعورهن بالحركة.
-
حجم الجنين: قد تؤثر أيضًا طول وحجم الجنين على توقيت الحركة. على سبيل المثال، إذا كان الجنين صغيرًا نسبيًا، قد تكون حركته أكثر خفة، في حين أن الجنين الأكبر قد يُنتج حركات أكثر وضوحًا.
متى تشعر الأم بحركات أكثر وضوحًا؟
مع تقدم الحمل، تبدأ الحركات الأولية في التحول إلى حركات أقوى وأكثر وضوحًا. بين الأسبوعين 20 و25 من الحمل، تبدأ معظم الأمهات في الشعور بحركات أكثر تحديدًا، وقد تبدأ الحركات بالظهور بوضوح أكبر خلال الأشهر الثلاثة الثانية.
مع اقتراب الأسبوع 30، تصبح الحركات أكثر وضوحًا وتكرارًا، حيث يبدأ الجنين في الانتقال من رفرفات خفيفة إلى حركات أكثر عنفًا مثل الركلات والضربات. في هذه المرحلة، يمكن أن تشعر الأم بكل حركة للجنين، وقد تصبح هذه الحركات أكثر تميزًا في الليل عندما تكون الأم هادئة ومرتاحة.
كيف تؤثر الحركات على الأم؟
تعد الحركات الأولى للجنين مصدرًا كبيرًا للفرح والراحة للأم، إذ تعتبر دليلاً على صحة الجنين وتطوره. إلا أن بعض الأمهات قد يشعرن بالقلق إذا لم يشعرن بحركة الجنين في الوقت المتوقع. يُعتبر القلق الطبيعي جزءًا من تجربة الحمل، ومع ذلك، يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب في حال كانت الأم قلقة بشأن توقيت أو نوعية الحركات.
في بعض الحالات، قد لا تشعر بعض الأمهات بالحركة الأولى قبل الأسبوع 25 من الحمل، وهو أمر طبيعي في بعض الحالات. في حين أن الحركة المستمرة تُعد من الأمور التي تشير إلى أن الجنين في صحة جيدة، فقد تُعتبر التغيرات في نوعية أو تكرار الحركة سببًا للقلق في بعض الأحيان. في حال لاحظت الأم قلة الحركة أو انقطاعها لفترة طويلة، ينبغي عليها استشارة الطبيب فورًا للتأكد من سلامة الجنين.
دلالة حركة الجنين على صحته
تعتبر حركات الجنين مؤشرًا مهمًا على صحته. غالبًا ما يُستخدم العدد والنمط الدوري للحركات كدليل على وجود المشاكل أو عدمها. يمكن أن تشير الحركات الخفيفة أو الشديدة إلى أن الجنين في حالة صحية جيدة، بينما يمكن أن تكون الحركات غير المنتظمة أو الغائبة إشارة لمشكلة محتملة.
هل توجد مشاكل صحية تؤثر على حركة الجنين؟
بعض المشكلات الصحية قد تؤثر على حركة الجنين، مثل:
-
انخفاض مستويات السائل الأمنيوسي: قد يؤدي ذلك إلى قلة الحركة نتيجة لتقليل المساحة المتاحة للجنين للتحرك.
-
مشاكل في الحبل السري: يمكن أن تسبب المشاكل المرتبطة بالحبل السري مثل التواءه أو ضغطه على الجنين، مما يقلل من حركته.
-
تشوهات خلقية: قد تؤثر بعض العيوب الخلقية على حركة الجنين أو تمنعها بشكل كامل.
في هذه الحالات، قد يحتاج الأطباء إلى إجراء فحوصات إضافية للتأكد من صحة الجنين وتحديد الأسباب المحتملة لقلة الحركة.
متى يبدأ الجنين في التحرك بشكل أكثر عنفًا؟
من الأسبوع 30 فصاعدًا، تبدأ حركات الجنين في أن تصبح أكثر عنفًا ووضوحًا. حيث يُشاهد الجنين في هذه المرحلة يغير وضعه داخل الرحم بشكل متكرر، مما يسبب تحركات قوية يمكن أن تشعر بها الأم في أجزاء مختلفة من بطنها. قد تلاحظ الأم الركلات واللكمات التي تصدر من الجنين، ويشمل ذلك الحركات التي تشعر بها الأم في الجزء السفلي من البطن أو في الجانبين.
تُعد هذه المرحلة من الحمل هي التي تسبق مرحلة المخاض، والتي قد تكون فيها الحركات أقل أو مختلفة قليلاً بسبب ضيق المساحة داخل الرحم. عندما يقترب الحمل من الأسبوع 36 وما بعده، قد تصبح الحركات أكثر تقييدًا بسبب اكتساب الجنين الوزن وتوسع جسده.
الخلاصة
تعدُّ أول حركة للجنين تجربة مهمة وذات مغزى، فهي تمثل بداية تواصل حقيقي بين الأم وطفلها في عالم خارج الرحم. لا يقتصر الأمر على شعور الأم بحركة الجنين فقط، بل هي أيضًا علامة على تطور صحة الجنين. وبينما يختلف توقيت وطبيعة الحركات من أم إلى أخرى، تبقى تلك اللحظة واحدة من أروع التجارب التي تمر بها الأم خلال فترة الحمل.
