في “الصعود في الغرب: القصة الحقيقية لعائلة ‘أوكي’ من الكساد الكبير إلى فترة ريغان”، يقدم الكاتب دان مورغان رواية مذهلة تعكس حياة عائلة تاثام، التي تشبه إلى حد كبير عائلة جودز في رواية “عنفوان الغضب” لستاينبيك. مثل العديد من الأمريكيين الذين فروا من الكساد الكبير بحثًا عن وظائف وأمل في ولاية كاليفورنيا، قطعت عائلة تاثام مسافات طويلة نحو الغرب، وها هي “الصعود في الغرب” تقدم قصة رائعة عن ما حدث لهم، وتفتح فصلاً رائعًا وصامتًا من تاريخ الولايات المتحدة، كان يغيب عن السجلات الرسمية تقريبًا.
يستند الكتاب إلى سنوات طويلة من البحث التاريخي المكثف، بالإضافة إلى مقابلات لا تُحصى مع أفراد العائلة وأصدقائهم وزملائهم. يقدم دان مورغان حياة تاثام بتفصيل مثير للاهتمام، حيث ارتقوا في أقل من نصف قرن من حصاد الفواكه الهجرية إلى الرخاء الطبقي الأوسط في أرض الميعاد، كاليفورنيا، حيث تورطوا في جوانب جوهرية من واقع حزام الشمس: الزراعة الصناعية، ومشاريع الري، وصناعة الدفاع، وتطوير العقارات، وشبكات دور رعاية المسنين، وفرق كرة القدم.
ولكن، على غرار العديد من البيض الجنوبيين الذين انتقلوا إلى الغرب بدون شيء، ظل تاثام خارجين. كمسيحيين فانديين فرادى يشكلون دائما حذرين من الحياة الأمريكية الرئيسية ومتشككين في المفاهيم الرئيسية للنجاح، وجدوا مكانهم في ثقافة حزام الشمس المتماسكة التي ستشكل أساس الشعبوية الجديدة التي ظهرت بشكل ملحوظ في ثورة ريغان.
أكثر من أي شيء آخر، يكمن في قلب تجربة تاثام تيار الحثالة الأساسي. تربط الخيام الفرعية وكنائس الزاوية في شباب أوكا بأكشاك إحياء الإيمان العميقة التي تمتد عبر جنوب كاليفورنيا. في حين أن العائلة دائما ما تكون موحدة بحماس إيمانهم، يظهر مورغان كيف يتم اختبار هذا الإيمان اليوم، ليس فقط عندما يواجهون الصعوبات الأسرية المستحيلة مثل الإدمان على الكحول والأمراض العضال والزيجات المضطربة، ولكن أيضًا عندما يتخذون موقفهم في القضايا الجدلية بشدة – بما في ذلك قضايا الإجهاض والصلاة في المدارس – التي تتصدر الساحة الوطنية، وتترك بصمتها العميقة على السياسة الأمريكية.
“الصعود في الغرب” إنجاز استثنائي – حساب مثير للاهتمام لنمو أمريكا، فضلاً عن الدراما الشخصية الشديدة لعائلة تكافح للحفاظ على إيمانها بنفسها.