صراع في إلك ريفر

في رواية “الحفّار” للكاتب جوزيف فلين، نجد أنفسنا محاصرين بين ذكريات الماضي القاسي وصراعات الحاضر الملتهبة، حيث يتعين على البطل، جون فورتوناتو، أن يواجه معركة يائسة من أجل كل ما يعز عليه. ففي هذه الرواية القوية والمثيرة بشكل لا يُنسى، يأتي الصراع الشامل هذا مرتين لجون فورتوناتو، مرة من أجل بلاده، والآن من أجل إنقاذ بلدته والمرأة التي يحبها.

قبل خمسة وعشرين عاماً، كان جون فورتوناتو جندياً في فيتنام، يحارب في ظلمات الأنفاق القاتمة في كو تشي، حيث كانت تنطلق أخطر عمليات الفيتكونج. وعندما عاد إلى بلدته إلك ريفر في إلينوي، أعاد إنشاء تلك الأنفاق الجحيمية بسر. إنها تذكار جزئي، وجزء من نوع من التطهير، والآن تكمن مخبأة تحت شوارع البلدة السالمة. فقد استبدل جون بندقيته من طراز إم-16 بكاميرا نيكون وبنى حياة مهنية ناجحة كمصور فوتوغرافي. ظن أنه قد نسي الحرب والدماء وراء ظهره، لكن عدواً جديداً وقوياً لديه خطط أخرى لجون فورتوناتو.

في ليلة أبريل هادئة، يشهد فورتوناتو إطلاق نار وحشي على رجل بريء على الرصيف. إن هذه الجريمة الوحشية ليست سوى الهجوم الأول في صراع سيندلج في حرب شاملة من أجل السيطرة على إلك ريفر، صراع سيفصل بين الجيران ويمزق العائلات. من جهة واحدة، محامية عمل صعبة وجميلة؛ ومن الجهة الأخرى، رجل لن يتوقف عند شيء للسيطرة على المدينة بأكملها. وفي الخطوط الأمامية يقف جون فورتوناتو، الذي ستكون الأنفاق السرية له الميدان لحربه الخاصة، حرب تجدد ميادين القتال في كو تشي بطريقة لم يستطع أن يتخيلها. ولكن كما سيتعلم الجميع، عندما يسقط هذا المحارب القديم، فقد بدأت معركته للتو.

من القتال المرير في الأنفاق تحت أدغال فيتنام الساخنة، إلى المعارك الوحشية في شوارع قلب أمريكا، إلى الشجاعة الصلبة لرجل وامرأة مستعدين للتضحية بكل شيء لتحقيق حلم، “الحفّار” هو رواية مرعبة، مكتوبة بقوة تكسر كل القواعد.