صراع اليهود: يهودي ضد يهودي

“يضم كتاب “يهودي ضد يهودي: الصراع من أجل روح اليهودية الأمريكية” للكاتب صموئيل ج. فريدمان قصة الحرب الأهلية التي تمزق مجتمع اليهود الأمريكي في وقت يجب فيه أن يشعر اليهود الأمريكيون بالأمان والتماسك أكثر من أي وقت مضى. فالكنائس والأحياء وحتى العائلات تتخذ جانبين في الصراعات حول الهوية اليهودية والأصالة اليهودية. يضع الصراع بين المتشددين والعلمانيين، وبين الطوائف المختلفة، وحتى بين الليبراليين والمحافظين داخل كل فرع من فروع اليهودية. يحكي “يهودي ضد يهودي” قصة كيف انفصلت اليهودية الأمريكية بشكل متزايد – وربما بشكل لا رجعة فيه – في السنوات الأربعين الماضية. يمتد كتاب “يهودي ضد يهودي” في الزمن من عام 1960 إلى عام 2000. يسافر في البلاد من فلوريدا إلى نيو إنجلاند، ومن لوس أنجلوس إلى جبال الكاتسكيلز في نيويورك، ومن كليفلاند إلى دنفر، ويعبر أيضًا المحيط إلى إسرائيل ليظهر كيف تُشتعل التوترات داخل الدولة اليهودية مما يؤثر في اليهود الأمريكيين. تتراوح نقاط التوتر من معايير التحويل إلى دور المرأة، من عملية السلام في إسرائيل إلى البيئة الجنسية في جامعة أيفي العليا. ولكن وراء كل ذلك، كما يكتب صموئيل فريدمان، تكمن الأسباب المشتركة. أولاً، بعيدًا عن توحيد اليهود الأمريكيين، أصبحت إسرائيل الآن تفرقهم على أسس سياسية ودينية على حد سواء. ثانيًا، لا تقدم أمريكا أو العالم الأكبر لليهود عدوًا واحدًا ضد الذي يتحدون معه. ثالثًا، والأهم، لم يُعد تاريخ اليهود من التضييق والاضطهاد والنفي يُعد الشعب المختار للتحدي الذي يطرحه أمريكا، تحدي أن يُمتصوا في أمة متسامحة ومتنوعة، وأن يُقبلوا بقدرة كبيرة حتى أن معدل الزواج المختلط يتجاوز 50 في المائة. يقدم “يهودي ضد يهودي” القراء إلى أماكن وشخصيات لا تُنسى. يصف فريدمان أحد الصيفيات الأخيرة في معسكر صهيوني عمالي في جبال الكاتسكيلز حيث أصبح نوعه من اليهودية العلمانية قديمًا لأن الصهيونية نجحت في إنشاء إسرائيل. يحكي قصة اليهود الأرثوذكس والإصلاحيين في ضواحي كليفلاند الذين يتقاتلون حول بناء عدة كنائس – وعلى مستوى أعمق، حول ما إذا كان التوحيد أم التعددية يجب أن يكون هدف حياة اليهود. يصور يهوديًا في فلوريدا يعارض بعنف اتفاقيات أوسلو للسلام بحيث زرع قنبلة في كنيس يتحدث فيه شمعون بيريز. يحكي عن جماعة في لوس أنجلوس قضت ثلاث سنوات تتناقش في ما إذا كانت ستكرم الأمهات الإنجيلية في شعائرها. نتعرف على جيران من لونغ آيلاند لا يتحملون مشاركة حتى خط الملكية لأن نسخهم من الهوية اليهودية متضاربة إلى حد لا يمكن التوفيق فيما بينها. يعتبر “يهودي ضد يهودي” عملًا من التقارير النشطة والكتابة الواضحة والفضول الفكري. وحتى وهو يوثق مجتمعًا مريرًا ومتقسمًا، فإنه يرفض أن يتخذ جانبًا أو يصدر حكمًا. بدلاً من ذلك، بتعاطف وحدة، يشهد “يهودي ضد يهودي”.