في كتاب “إشكالية العلاقة الثقافية مع الغرب” الذي ألفته مجموعة من المؤلفين ونشر في عام 1997 عن طريق مركز دراسات الوحدة العربية، يتناول الكتاب بعمق وتحليل دقيق الصراع الحديث الذي يظهر بوضوح بين الثقافات، والذي يعتبر تجلياً للتناقضات والتوترات بين الأمم والحضارات المختلفة. يتألف الكتاب من أربعة عشر فصلاً، يستعرض كل منها جوانب مختلفة وحيوية لهذا الصراع المعاصر.
يبدأ الكتاب بتسليط الضوء على علاقة العرب بالثقافة الأجنبية، حيث يقدم تحليلاً تاريخياً وثقافياً لتفاعل العرب مع التأثيرات الثقافية الخارجية. يركز الكتاب أيضاً على مفهوم الاستشراق والدارسين الذين ساهموا في تشكيل الصورة الغربية عن العرب والإسلام.
يقدم الكتاب في أجزاء أخرى تحليلاً دقيقاً لإمكانيات التنمية الاقتصادية في الوطن العربي، مستعرضاً التحديات والفرص التي تعترض سبيل التقدم الاقتصادي. يسلط الكتاب الضوء على خطورة النظام السياسي في الشرق الأوسط وكيف يؤثر التدخل الغربي في الهيئات الدولية، خاصة الأمم المتحدة.
تتناول الفصول اللاحقة في الكتاب النظام الإعلامي السمعي-البصري الغربي ودور الاختراق الثقافي في إطار خطة السيطرة الأمريكية على مستوى عالمي. يقدم الكتاب تحليلاً عميقاً لكيفية تأثير الوسائط الإعلامية على تشكيل الرأي العام والثقافات المحلية.
وفي ختام الكتاب، يتناول المؤلفون تعقيبات المشاركين ومناقشاتهم، حيث يبرزون التفاعل الثري والأفكار المتبادلة حول المواضيع المطروحة في الكتاب. يتميز الكتاب بأسلوبه السلس والمعمق، ويقدم تحليلاً شاملاً للتحولات الثقافية والسياسية التي تشهدها العلاقة بين العرب والغرب في العصر الحديث.