في يوم الخامس والعشرين من شهر سبتمبر من العام 1859، تعرضت جزر لونثور ونيرا في بحر باندا بإندونيسيا لصدمة قوية جداً، بل وصفت بأنها قوة لا تُقاوم، وكأنها مستعدة لتدمير الأرخبيل بأكمله. فقد هبت البحر بقوة هائلة نحو الساحل الجنوبي للجزيرة، ثم انسحب ببطء وتدريجياً على ما يبدو. لقد كانت هذه الظاهرة مدعاة للرعب والذهول بين سكان الجزر، حيث شهدوا اندفاع البحر بقوة غير مسبوقة يتجاوز ما يمكن تصوره، ثم انحسر ببطء مما خلق حالة من التوتر والقلق لدى السكان.
بالفعل، كانت هذه الحادثة الطبيعية تُعد من الظواهر الطبيعية التي تترك أثراً عميقاً في الذاكرة الجماعية للسكان، فلم يكن من السهل نسيان الهجوم المفاجئ للبحر واندفاعه العاتي نحو الساحل. إن وصف الأهالي للواقعة ينم عن مدى الرعب الذي عاشوه وعن الانطباعات القوية التي تركتها هذه الصدمة الطبيعية في نفوسهم وذاكرتهم الجماعية.
بالرغم من أن تسبب هذا الزلزال في تدمير محتمل للمنطقة، إلا أنه لم يترتب عليه خسائر بشرية أو مادية جسيمة، وهذا يعتبر نعمة في ظل قوة الظاهرة الطبيعية التي حدثت. ومع ذلك، فإن الذكريات القائمة على هذه التجارب القاسية تبقى حاضرة في ذاكرة السكان المحليين وتُعتبر درساً لتفادي مثل هذه الكوارث في المستقبل وتعزيز الاستعداد والتأهب لمواجهتها.