في كتابه المثير والفريد “صدام: ملك الرعب”، يقدم الكاتب كون كوغلين للقراء نظرة استثنائية وفريدة حول حياة وسيرة الديكتاتور العراقي صدام حسين. يستند الكتاب إلى وصول الكاتب إلى مصادر حصرية، بما في ذلك شهادات منشقين عن النظام، مسؤولين استخباراتيين، وحتى أقارب صدام نفسه. ويُصاحب الكتاب بصور توثق مراحل حياة صدام منذ طفولته وحتى اللحظات الأخيرة.
قبل أسبوعين من هجمات 11 سبتمبر 2001، قام صدام حسين بوضع قواته في أعلى حالة تأهب عسكري منذ حرب الخليج. وفي حين كان إرهابيو القاعدة يخططون لهجماتهم على أمريكا، كان الديكتاتور العراقي مستعدًا للدخول في حرب جديدة مع الولايات المتحدة. كيف تحول طفل شرعي من تكريت إلى أعظم خصم للغرب وأحد أخطر وأكثر الحكام فتكًا في العصر الحديث؟
“صدام: ملك الرعب” يعد أبرز وأكثر صورة فاحصة للرئيس العراقي حتى الآن، ودراسة مثيرة حول تكوين الطاغية. يستعرض كون كوغلين، الرئيس التنفيذي لصحيفة Sunday Telegraph الحائزة على جوائز في لندن، الشرق الأوسط على مدى عقود، حيث كان على الخطوط الأمامية، نجا بأعجوبة من الاختطاف والعنف. وقد بنى علاقات حصرية مع مجتمع المخابرات الغربية والعديد من المنشقين من الدوائر الداخلية لصدام، بما في ذلك الجنرالات السابقين، والزملاء السياسيين، وحراسه الشخصيين، فضلاً عن أصدقاء طفولته.
كوغلين يسلط الضوء أيضًا على طفولة صدام بشكل كامل لم ينشر مثله من قبل، حيث يستند إلى مقابلاته مع أقران صدام وأقاربه الذين لم يتحدثوا علناً من قبل. وفقًا لكوغلين، يوجد لدى صدام أخت أصغر لم يكن أحد يعلم عنها، ويعبد والدته رغم أن طفولته انغمست بالعار بسبب فقدانه لوالده. منذ صغره، نظر إلى عمه الذي كان كوالده كشخص يمثل الأب، ويكشف كوغلين كيف كان هذا العم هو الذي قدم صدام لحياة الجريمة والتمرد السياسي.
“صدام: ملك الرعب” يتتبع بدقة صعود صدام الدموي إلى السلطة، من أول جريمة قتل ارتكبها صدام ووقته في السجن، إلى شهادة عيان عندما اقتحم صدام قصر الرئاسة في العراق بدبابة، وحتى وحشيته الشبه بريئة في التخلص من خصومه، حتى أصدقائه وأقاربه الأقرباء، لبناء نظامه – آلية معقدة تتماسك بفعل سيطرة صدام المنظمة بشكل دقيق على الخوف.
في “صدام: ملك الرعب”، نرى سلوكًا غريبًا، يقرب من النفسية المرضية لشخص مهمش على الساحة الدولية وقوة لا تتزعزع لطاغية تحدى إدانة العالم وتحكم في وطنه.