في كتاب “المواجهة: الصراع بين الكونجرس الذي يقوده غينغريتش والبيت الأبيض الذي يقوده كلينتون” من تأليف إليزابيث درو، يروي لنا الكاتب قصة أبرز المنافسات السياسية في عقود. حيث يتحدى الرئيس الديمقراطي، الذي يتمتع بالذكاء ولكنه يُنظر إليه على أنه غير حاسم وضعيف، بشكل مباشر من قبل رئيس جديد لمجلس النواب الجمهوري، الذي يسعى لاستكمال ثورة ريغان من خلال إلغاء الرفاهية العظمى والصفقة الجديدة.
تكتب درو بسلطة مثبتة وتفصيل دقيق عن المعركة الهائلة التي نشبت بين إدارة كلينتون والكونجرس الجمهوري – خاصة بين الرئيس الذي تراجع في قراراته والساعي المصر إلى تحقيق أهدافه. تكشف تقارير درو ببراعة عن طموحات غينغريتش وكيف سعى للسيطرة على مجلس النواب. تصف علاقة غينغريتش المعقدة مع زعيم أغلبية مجلس الشيوخ بوب دول، الذي كان يكافح لمواكبة ثورة غينغريتش. وتظهر الأثر الذي كان لسباق الترشيح الجمهوري – خاصة بين دول والسناتور فيل جرام – على السياسة الوطنية.
من خلال مقابلات مدهشة مع شخصيات الكونجرس الرئيسية، تستخرج درو بدقة كيف شكل القادة الجمهوريون استراتيجية للتخلص من الدولة الرفاهية وتدمير قاعدة الديمقراطيين. تأخذنا مرة أخرى خلف الكواليس لتظهر لنا ما كان يفعله ويقوله اللاعبون الرئيسيون – من الجانبين – بشكل خاص أثناء شنهم حربهم الشاملة. تخبرنا عن ما كان يقلق غينغريتش بصورة ظاهرية واثقة. تظهر كيف حاول الرئيس كلينتون استعادة موقعه بعد الانتخابات المدمرة (وهي خزي لم يفهمه الناس علناً بقدر ما أثر فيه وفي زوجته) واللجوء إلى مستشار جديد رئيسي، ديك موريس. تصف درو كيفية تأثير موريس، المستشار الجمهوري السابق، على كلينتون والتوترات الجديدة داخل البيت الأبيض التي تسببت في وصوله. تقدم لنا صورة للبيت الأبيض أكثر تمزقاً من أي وقت مضى.
تجعل “المواجهة” واضحة الرهانات الهائلة لهذا الصراع السياسي – ليس أقل من اتجاه المستقبل للحكومة الفدرالية ومصير البرامج التي تؤثر في حياة الجميع.