كيف تحافظ على صحتك النفسية في زمن الكورونا؟
عند الحديث عن وباء فيروس كورونا المستجد (COVID-19) وتأثيره على حياتنا اليومية، لا يمكننا إغفال الأثر الكبير الذي تركه على الصحة النفسية. فقد زادت حالة القلق والاكتئاب بشكل ملحوظ بين الأفراد في جميع أنحاء العالم. ومع تواصل الفصول المختلفة من هذا الوباء، يصبح من الضروري إدراك أهمية الحفاظ على صحتنا النفسية. في هذا المقال، سنتناول استراتيجيات وأساليب فعّالة للحفاظ على الصحة النفسية خلال هذه الأوقات الصعبة.
1. المعرفة والتوعية
إن فهم طبيعة الفيروس وأعراضه وطرق انتقاله يمكن أن يساعد في تقليل القلق. يجب أن نستند إلى المعلومات من مصادر موثوقة مثل منظمة الصحة العالمية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. تجنب المعلومات المضللة أو الأخبار الكاذبة التي يمكن أن تزيد من مشاعر الخوف والقلق.
2. تحديد الروتين اليومي
يؤدي الالتزام بروتين يومي منظم إلى توفير إحساس بالاستقرار والأمان. حاول تحديد مواعيد معينة للنوم والاستيقاظ، بالإضافة إلى تخصيص وقت للعمل، للراحة، وللنشاطات الترفيهية. إن وجود هيكل يومي يساعد في الشعور بالتحكم في الحياة.
3. الاهتمام بالنشاط البدني
تلعب التمارين الرياضية دورًا هامًا في تحسين المزاج وتقليل التوتر. حاول تخصيص وقت لممارسة الرياضة يوميًا، حتى لو كان ذلك يعني القيام بتمارين بسيطة في المنزل. تؤدي الأنشطة البدنية إلى إفراز الإندورفين، وهو هرمون معروف بتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية.
4. تواصل مع الآخرين
حتى وإن كانت التباعد الاجتماعي ضروريًا، فإن التواصل مع الأصدقاء والعائلة يمكن أن يكون مفيدًا جدًا. استخدم التكنولوجيا للبقاء على اتصال من خلال مكالمات الفيديو أو الرسائل النصية. لا تتردد في مشاركة مشاعرك مع من تثق بهم، فهذا قد يساعدك على تخفيف القلق.
5. الممارسات التأملية
تعتبر الممارسات مثل التأمل واليوغا والتنفّس العميق من الأدوات الفعّالة للحد من التوتر وزيادة الوعي الذاتي. خصص وقتًا لممارسة التأمل يوميًا أو حاول الانخراط في تمارين الاسترخاء. يمكنك العثور على تطبيقات ومقاطع فيديو على الإنترنت تساعدك في ذلك.
6. تحديد الوقت لوسائل الإعلام
قد يؤدي الانغماس في الأخبار المتعلقة بالوباء إلى زيادة الشعور بالقلق. حاول تقليل الوقت الذي تقضيه في متابعة الأخبار ووسائل الإعلام الاجتماعية. عوضًا عن ذلك، خصص وقتًا للقيام بأنشطة تحبها، مثل القراءة أو مشاهدة الأفلام.
7. الحفاظ على نمط غذائي متوازن
تؤثر التغذية بشكل كبير على الحالة النفسية. حاول تناول طعام صحي ومتوازن يضم الفواكه والخضروات والبروتينات. تجنب الأطعمة الغنية بالسكر والدهون التي يمكن أن تؤثر سلبًا على المزاج.
8. الاستشارة النفسية
لا تتردد في البحث عن الدعم المهني إذا شعرت بأن مشاعرك تؤثر بشكل كبير على حياتك اليومية. يمكن أن تكون الاستشارة النفسية أو العلاج السلوكي المعرفي وسائل فعالة لتقديم الدعم والمساعدة في التعامل مع الضغوط.
9. التركيز على الأنشطة الإيجابية
ابحث عن الأنشطة التي تجلب لك السعادة والراحة، سواء كان ذلك من خلال الرسم، الكتابة، الطبخ، أو أي هواية أخرى. يساعد ذلك في تحسين المزاج وتقليل الشعور بالضغوط.
10. تقبل التغيرات
قد يكون من الصعب التكيف مع التغيرات التي جلبها الوباء. حاول تقبل مشاعرك واستراتيجيات التأقلم. من الطبيعي أن تشعر بالقلق أو الإحباط، لكن من المهم أن تدرك أن هذه المشاعر مؤقتة.
الخاتمة
بينما تتواصل تأثيرات فيروس كورونا على حياتنا، فإن الحفاظ على الصحة النفسية يصبح أمرًا ضروريًا. من خلال اتباع استراتيجيات بسيطة مثل تنظيم الروتين اليومي، ممارسة الرياضة، والتواصل مع الآخرين، يمكن للأفراد تعزيز صحتهم النفسية. تذكر أن طلب المساعدة هو علامة على القوة، وليس الضعف. في النهاية، الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، ومن المهم أن نعتني بها بشكل متساوٍ.
المراجع
- منظمة الصحة العالمية. (2020). نصائح للحفاظ على الصحة النفسية خلال كوفيد-19.
- المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. (2020). الصحة النفسية خلال كوفيد-19.