طرق صبغ الشعر باللون البلاتيني: دليلك الشامل للحصول على إطلالة جريئة ومميزة

اللون البلاتيني يُعد من أكثر ألوان الشعر جرأة وتفردًا، وهو لون يتميز بصفائه ولمعانه الفضي الأبيض الذي يضفي لمسة من الفخامة والجرأة على الإطلالة العامة. ولا يقتصر رواج هذا اللون على النساء فقط، بل أصبح اليوم من خيارات الموضة المعتمدة للرجال كذلك، لما يعكسه من شخصية قوية ومظهر متجدد. إلا أن الوصول إلى درجة اللون البلاتيني المثالية ليس بالأمر البسيط، إذ يتطلب معرفة عميقة بطرق التفتيح والصبغ، فضلاً عن العناية اللاحقة للحفاظ على صحة الشعر ومظهره.

في هذا المقال المفصل، سنتناول جميع الجوانب المتعلقة بصبغ الشعر باللون البلاتيني، بدءًا من الخطوات الأساسية والتقنيات المختلفة، مرورًا بالمواد الكيميائية المستخدمة، وصولاً إلى طرق العناية بعد الصبغ. كما سنقدم شرحًا شاملاً يتضمن معلومات علمية وعملية تساعد في الحصول على نتائج احترافية، سواء تم تطبيق الصبغة في المنزل أو في صالون التجميل.

مفهوم اللون البلاتيني وأساسياته الكيميائية

اللون البلاتيني هو درجة من درجات الأشقر الفاتح جدًا، يتدرج بين الأبيض الفضي والأشقر الثلجي. وهو في الحقيقة لا يعتبر “لون صبغة” بالمعنى التقليدي، بل نتيجة لتفتيح الشعر إلى أقصى درجة ممكنة (درجة 10 أو أكثر على سلم تفتيح الألوان)، متبوعًا باستخدام تونر خاص لإزالة درجات الأصفر غير المرغوب فيها ومنح الشعر ذلك اللمعان البارد النقي.

يعتمد تفتيح الشعر إلى هذه الدرجة على استخدام مادة الـبيروكسيد الهيدروجين (Hydrogen Peroxide) بتركيزات تتراوح بين 20% إلى 40%، مضافًا إليها بودرة التفتيح (Bleaching Powder) التي تحتوي على مواد مؤكسدة قوية، تُحدث تفاعلًا كيميائيًا يؤدي إلى إزالة صبغة الميلانين الطبيعية من الشعر.

مراحل صبغ الشعر باللون البلاتيني

1. تحضير الشعر

• يجب أن يكون الشعر خاليًا من الزيوت والمنتجات الثقيلة قبل الصبغ بيومين على الأقل.

• يُفضل أن يكون الشعر غير مصبوغ أو معالج مسبقًا، لأن الشعر المتضرر قد لا يتحمل عملية التفتيح.

• يتم تجنب غسل الشعر في اليوم الذي يسبق التفتيح للحفاظ على الزيوت الطبيعية التي تحمي فروة الرأس من التهيج.

2. عملية التفتيح (Bleaching)

أ. اختيار المواد المناسبة:

• بودرة التفتيح الزرقاء أو البنفسجية: تساعد على تقليل الانعكاسات النحاسية.

• أكسجين بتركيز 30 أو 40 فوليوم: تُستخدم في الحالات التي تتطلب تفتيحًا شديدًا.

ب. خطوات التطبيق:

• يُقسم الشعر إلى أربع أقسام لتوزيع المواد بشكل متساوٍ.

• يبدأ التطبيق من منتصف الشعر حتى الأطراف، ثم الجذور، لأن حرارة فروة الرأس تُسرع عملية التفتيح.

• يُترك المزيج على الشعر لمدة تتراوح بين 20 إلى 50 دقيقة، حسب طبيعة الشعر ودرجة التفتيح المطلوبة.

• يُغسل الشعر جيدًا بالماء الفاتر بعد الوصول إلى درجة التفتيح المناسبة (عادة أصفر باهت جدًا).

3. استخدام التونر (Toner)

بعد التفتيح، يكون الشعر غالبًا مائلًا للأصفر أو النحاسي، وهنا تأتي أهمية التونر لإزالة هذه الدرجات غير المرغوبة.

• يُستخدم تونر بلون أرجواني أو أزرق حسب اللون المتبقي في الشعر.

• يُخلط التونر مع أكسجين بنسبة 1:2.

• يُوزع على الشعر ويُترك لمدة 15 إلى 30 دقيقة حتى الحصول على اللون البلاتيني النقي.

• يُشطف الشعر ويُغسل بشامبو خاص بالشعر المصبوغ.

الطرق الاحترافية والمنزلية لصبغ الشعر باللون البلاتيني

صبغ الشعر في صالون التجميل:

• الاحترافية في اختيار التونر المناسب حسب درجة التفتيح.

• تقنيات التفتيح التدريجي لتفادي حرق الشعر.

• استخدام منتجات عالية الجودة تقلل من التلف وتحافظ على بُنية الشعر.

• أجهزة خاصة مثل البخار أو المجفف الحراري لتسريع عملية الصبغ دون الإضرار بالشعر.

صبغ الشعر في المنزل:

يتطلب مهارات معينة ودقة عالية في التحضير والتطبيق:

خطوات رئيسية:

1. إجراء اختبار خصلة لتحديد مدى تحمل الشعر للتفتيح.

2. استخدام مواد مخصصة ومناسبة لنوع الشعر.

3. تجنب ترك المواد لمدة أطول من اللازم.

4. تطبيق التونر بعد التفتيح بدقة.

العناية بالشعر بعد الصبغ باللون البلاتيني

الشعر البلاتيني يكون أكثر عرضة للجفاف والتقصف نظرًا لما تعرض له من مواد مؤكسدة شديدة، لذا يجب اتباع روتين عناية مكثف:

1. استخدام شامبو بنفسجي (Purple Shampoo)

• يُستخدم مرتين أسبوعيًا لإزالة الانعكاسات الصفراء غير المرغوبة.

• يحتوي على صبغات بنفسجية تعمل على موازنة اللون.

2. ترطيب الشعر بعمق

• استخدام ماسكات مرطبة تحتوي على الكيراتين والزيوت الطبيعية.

• تطبيق حمامات زيت أسبوعية بزيت جوز الهند أو زيت الأرجان.

3. تجنب الحرارة المفرطة

• تجنب استخدام مكواة الشعر أو السشوار بدون واقٍ حراري.

• تجنب التعرض للشمس بدون قبعة أو واقٍ للشعر.

4. قص أطراف الشعر بانتظام

• يُفضل قص الأطراف كل 4 إلى 6 أسابيع للتخلص من التقصف والحفاظ على مظهر صحي.

مقارنة بين درجات اللون البلاتيني والتأثير البصري لكل منها

مخاطر صبغ الشعر باللون البلاتيني وطرق تفاديها

رغم المظهر الرائع الذي يمنحه اللون البلاتيني، إلا أن هناك مخاطر يجب الانتباه لها:

1. حروق فروة الرأس

• ناتجة عن استخدام أكسجين بتركيز عالٍ جدًا.

• يُنصح بعدم وضع المادة مباشرة على الجلد.

2. تكسر الشعر وتقصفه

• بسبب إزالة صبغة الميلانين بالكامل.

• يُفضل استخدام علاجات مثل Olaplex أو Plex بأنواعه أثناء التفتيح.

3. تغير لون الشعر بشكل سريع

• نتيجة عدم الحفاظ على العناية الدورية.

• يُنصح بتجديد التونر كل 4-6 أسابيع.

الحالات التي لا يُنصح فيها بصبغ الشعر بلون بلاتيني

• الشعر المصبوغ حديثًا بلون داكن جدًا.

• الشعر التالف أو المتقصف.

• الشعر الذي تم علاجه بالبروتين أو الكيراتين مؤخرًا.

• فروة الرأس الحساسة أو المتعرضة للالتهابات.

في هذه الحالات، يجب استشارة مختص قبل البدء بعملية التفتيح، وقد يتطلب الأمر تحضير الشعر على مدار أشهر قبل الوصول إلى اللون المطلوب.

الخلاصة: اللون البلاتيني بين الجرأة والتقنية

الحصول على اللون البلاتيني ليس فقط خيارًا تجميليًا، بل هو تجربة تقنية وعلمية تتطلب وعيًا وفهمًا لتركيبة الشعر، المواد الكيميائية المستخدمة، وأساليب العناية التي تضمن نتائج مبهرة دون التضحية بصحة الشعر. يُعتبر اللون البلاتيني خيارًا مثاليًا لمن يبحثون عن التميز والتغيير الجذري، لكنه يتطلب صبرًا، مهارة، ورعاية خاصة بعد الصبغ لضمان الحفاظ على لمعانه ونعومته.

المراجع:

1. Milady’s Standard Cosmetology, Cengage Learning.

2. The Science of Hair Care – Claude Bouillon, John Wilkinson.