في ظل التاريخ الحافل بالأحداث الهامة والتطورات التكنولوجية الهائلة خلال فترة الحرب العالمية الثانية، تبرز “Vergeltungswaffe 2” كأحد الابتكارات البارزة التي أطلقتها ألمانيا النازية في محاولة لتغيير مجرى الحرب إلى صالحها. إنها صاروخ استراتيجي بعيد المدى، والمعروف أيضًا باسم “V-2″، والذي كان يمتاز بتكنولوجيا متطورة جديدة في ذلك الوقت.
تم تطوير الصاروخ V-2 في الفترة الزمنية بين عامي 1936 و1944 في ألمانيا، وكانت هذه الفترة معلمًا هامًا في تطور التكنولوجيا الصاروخية. فقد كان الهدف منه إيصال الضربات إلى أهداف بعيدة المدى، مثل المدن والمواقع الاستراتيجية للأعداء.
يعتبر الصاروخ V-2 أول صاروخ باليستي عابر للقارات في التاريخ، وكان يمكنه حمل رؤوس حربية تزن حوالي طنين، وقد كانت سرعته القصوى تصل إلى أكثر من 5,000 كيلومتر في الساعة، مما جعله غاية في الصعوبة في الدفاع عنه أو التصدي له.
على الرغم من تأثيره الهائل على النقل العسكري والصناعة في المناطق التي استهدفها، إلا أن الصاروخ V-2 لم يكن له تأثير كبير على مسار الحرب بشكل عام، حيث كانت الكميات المحدودة المتاحة والصعوبات التي واجهته في التصنيع والنقل تقلل من فعاليته كسلاح استراتيجي.
مع نهاية الحرب العالمية الثانية، انتهت مرحلة الصواريخ الفتاكة مؤقتًا، ولكن الدروس التي تعلمتها من تطوير واستخدام الصواريخ خلال هذه الفترة ساعدت في تشكيل المستقبل التكنولوجي للصواريخ وفي تقدم التكنولوجيا العسكرية بشكل عام.
تعتبر الصواريخ V-2 من أبرز الروافد التكنولوجية التي ساهمت في تطور الصواريخ الباليستية والتقنيات الفضائية في العقود اللاحقة، وقد أثبتت قدرتها على تحديد مسار التطور التكنولوجي في مجال الأسلحة والفضاء.