سجود السهو: التعريف والأسباب والطريقة
يعد سجود السهو من أبرز الأركان التي تؤثر في صحة الصلاة، ويعتبر من الممارسات التي تساعد المسلم على تصحيح الأخطاء التي قد تحدث أثناء أداء الصلاة. حيث يشير مصطلح “سجود السهو” إلى السجود الذي يقوم به المسلم في حالة حدوث خلل أو نقص أثناء الصلاة، سواء كان ذلك زيادة أو نقصًا في الأفعال أو الأقوال التي تصاحب الصلاة. وفي هذا المقال، سنتناول أهمية سجود السهو، الأسباب التي تجعله ضرورياً، وكيفية أدائه بالطريقة الصحيحة.
تعريف سجود السهو
سجود السهو هو سجود إضافي يؤديه المسلم في حال حدوث خطأ في الصلاة، سواء كان ذلك زيادة أو نقصًا أو شكًا في أحد أفعال الصلاة أو أقوالها. والهدف من سجود السهو هو تصحيح هذا الخطأ ورفع الشكوك التي قد تراود المصلي، ويعوض به ما قد يترتب على ذلك من نقص في صحة الصلاة.
يُعتبر سجود السهو من السنن الثابتة في الصلاة، وقد ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفعله في عدة مناسبات عندما كان يحدث خطأ في صلاته. ورغم أنه ليس ركنًا من أركان الصلاة التي تُبطل الصلاة عند تركها، إلا أنه من السُّنن المؤكدة التي يجب على المسلم الالتزام بها لتكون صلاته صحيحة.
أنواع الأسباب التي تستوجب سجود السهو
تنقسم الأسباب التي تجب معها سجود السهو إلى عدة أنواع، وهذه الأنواع تشمل:
1. الزيادة في الصلاة
الزيادة في الصلاة تعني أن المسلم قد أتى بعمل زائد على ما هو مقرر في الصلاة. وقد يكون ذلك بسبب نسيان أو شك في الفعل. ومن أبرز صور الزيادة:
-
زيادة ركعة: إذا أضاف المصلي ركعة زائدة في الصلاة دون أن يكون قد طلب ذلك.
-
زيادة سجدة أو تكبيرة: إذا قام المصلي بأداء سجدة إضافية أو تكبيرة إضافية غير معتادة في الصلاة.
-
زيادة قول: مثل قول “سبحان الله” أو “اللهم صل على محمد” في غير محلها من الصلاة.
وفي مثل هذه الحالات، يكون سجود السهو واجباً لإصلاح الزيادة، وتكون طريقته بسجدة واحدة بعد السلام من الصلاة.
2. النقص في الصلاة
النقص في الصلاة يعني فقدان عمل ما من الأعمال المقررة في الصلاة. وهذا قد يحدث في حال نسيان بعض الأفعال أو الأقوال، مثل:
-
نسيان ركعة أو ركوع أو سجدة.
-
نسيان التشهد الأول أو الأخير.
-
نسيان تكبيرة الإحرام أو التسليم.
عندما يحدث النقص، يجب على المصلي أداء سجود السهو للتعويض عن هذا النقص، وإذا كان النقص يؤثر على الصلاة بشكل كبير، يجب على المصلي إتمام ما نسيه ثم يسجد سجدتي السهو.
3. الشك في الصلاة
الشك في الصلاة قد ينتاب المسلم في عدة حالات أثناء أداء الصلاة. قد يشعر المصلي بعدم اليقين في إتمام إحدى الأفعال أو الأقوال، أو في عدد الركعات. في هذه الحالات، تكون الطريقة المثلى للتعامل مع الشك هي أن يترك الشخص الشك ويطمئن إلى ما هو أكيد، ثم يقوم بسجود السهو بعد السلام من الصلاة.
4. الزيادة في الأذكار
إذا قام المصلي بزيادة في الأذكار مثل قول “سبحان الله” أو “اللهم صل على محمد” خارج مواضعها المقررة، فهذا قد يعد من الزيادة التي تستوجب سجود السهو.
كيفية أداء سجود السهو
يتم سجود السهو في حال حدوث أي من الأسباب المذكورة أعلاه، ولكن تختلف الطريقة حسب نوع الخطأ الذي وقع. فيما يلي الطرق التي ينبغي اتباعها في أداء سجود السهو بناءً على نوع الخطأ:
1. سجود السهو بسبب الزيادة
إذا حدثت زيادة في الصلاة سواء كانت في الأفعال أو الأقوال، فإنه يجب على المصلي أن يسجد سجدتين بعد السلام من الصلاة. وهنا، يجب أن يكون سجود السهو في نهاية الصلاة، وذلك لتكون الصلاة صحيحة ويشعر المصلي بالطمأنينة.
طريقة السجود في حالة الزيادة:
-
إذا كانت الزيادة في الصلاة أو في عدد الأفعال، فإن المصلي يسجد سجدتي السهو في نهاية الصلاة بعد السلام.
-
السجدتان تكونان كالسجدات العادية، ويجب أن يسجد فيهما المصلي ويطمئن.
-
لا تحتاج السجدتان إلى نية خاصة، بل يتم تنفيذهما بناءً على النية العامة للصلاة.
2. سجود السهو بسبب النقص
إذا كان الخطأ الذي وقع في الصلاة هو نقص في الأفعال أو الأقوال، فيجب على المصلي إتمام ما نقص أولاً ثم يؤدي سجود السهو بعد ذلك. بعد إتمام العمل الناقص، يقوم المصلي بأداء سجدتي السهو بنفس الطريقة التي يؤدي بها السجود العادي.
طريقة السجود في حالة النقص:
-
إتمام العمل الناقص أولاً، ثم أداء السجدتين بعد السلام من الصلاة.
-
يمكن أداء السجدتين في أي وقت بعد السلام، كما هو الحال في الزيادة.
3. سجود السهو بسبب الشك
إذا شعر المصلي بالشك في صحة أحد أفعاله أو أقواله، فعليه أن يعامل الشك على أنه غير موجود، ويكمل صلاته على أساس اليقين. وبعد إتمام الصلاة، يجب على المصلي أن يؤدي سجود السهو. في هذه الحالة، لا يحتاج المصلي إلى إتمام شيء مفقود، وإنما يكفي أن يطمئن إلى ما فعله في صلاته.
طريقة السجود في حالة الشك:
-
يكتفي المصلي بأداء سجود السهو بعد التسليم من الصلاة، دون الحاجة إلى إتمام أي عمل مفقود.
الأوقات المناسبة لأداء سجود السهو
سجود السهو يمكن أن يتم في أي وقت بعد إتمام الصلاة، ولكن يختلف توقيت أدائه حسب السبب الذي أوجب السجود. إذ يمكن أداء سجود السهو في الأوقات التالية:
-
قبل التسليم: في حالة النقص في الصلاة، يمكن أداء سجود السهو قبل التسليم إذا كان الخطأ حدث أثناء الصلاة.
-
بعد التسليم: في حالات الشك أو الزيادة، يتم أداء سجود السهو بعد التسليم من الصلاة.
حكم سجود السهو في الإسلام
سجود السهو في الإسلام ليس ركنًا من أركان الصلاة، ولكن يُعتبر سنة مؤكدة في حال حدوث أي خطأ أو نقص أثناء الصلاة. وقد ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسجد السهو إذا وقع الخطأ في صلاته. وبالتالي، فإن الصلاة تبقى صحيحة في حال ترك المسلم سجود السهو، لكن من الأفضل أداء السجود لتصحيح الأخطاء وتعويض النقص.
خلاصة
سجود السهو يعد من الأمور المهمة التي يجب على المسلم تعلمها وممارستها أثناء الصلاة. فهو يعد من الوسائل التي تصحح الأخطاء التي قد تحدث أثناء الصلاة، سواء كانت زيادة أو نقصًا أو شكًا. من خلال سجود السهو، يتم رفع الخطأ ويستمر المسلم في صلاته على أكمل وجه. ومن خلال فهم الأسباب التي تجب سجود السهو وكيفية أدائه، يمكن للمسلم ضمان صحة صلاته وحصوله على الثواب الكامل من الله تعالى.
