في الثالث من فبراير عام 1855، وتحديدًا يوم السبت ذلك، شهدت منطقة وهارانوي في نيوزيلندا حدثًا طبيعيًا مروعًا، فقد تجلت قوة الطبيعة بشكل مدهش، حيث شهد الشاهد أحداثًا لا يُنسى على شاطئ البحر. كان الجو في ذلك اليوم متقلبًا، إذ بدأت الرياح القادمة من الغرب تتلاطم بشدة، وكان الوضع مضطربًا بشكل لافت. وفي تلك الأثناء، وبينما كان البعض يستعد لرحلة بحرية نحو السفينة “شيبرديس”، كانت هناك محاولات مُضنية لنقل حزمتين من الصوف عبر زورق صغير.
بعد الظهر، وتحديدًا عند الساعة الثانية عشر ظهرًا، تغير اتجاه الرياح بشكل مفاجئ نحو الجنوب الشرقي، مما زاد من حدة الخوف والتوتر لدى الحاضرين، الذين كانوا يخشون أن تبحر السفينة بعيدًا في حال تزايدت قوة الرياح. وبالفعل، بدأ الجميع بالعمل بجدية متناهية لنقل الصوف بأسرع ما يمكن إلى متن السفينة، حيث تجاوبوا مع الظروف الصعبة والمحفوفة بالمخاطر بكل إصرار وعزيمة.
ولكن لم يكن هذا كل شيء، ففي تلك اللحظة الحرجة، شهد الحاضرون زلزالًا هائلًا في البحر، حيث تسبب هذا الزلزال في تشويه ملامح البحر بشكل لا يصدق، حيث بدت المياه كأرض متموجة ومتلونة على الأفق، كما تسبب الزلزال في ارتفاع موجات البحر على الشاطئ، مما أثار الرعب والهلع بين الحاضرين لفترة زمنية قصيرة.
بالنظر إلى هذه الشهادة المؤثرة، نجد أنها تعكس بشكل ملموس تلك اللحظات الصعبة والمرعبة التي عاشها الناس في تلك الفترة، حيث تمتزج فيها بين الجهد والخوف والأمل واليأس، جميعها عواطف بشرية أساسية تبرز في مواجهة الطبيعة القاسية والقوى الهائلة التي لا يمكن السيطرة عليها بسهولة.