في إحدى لفحات العلم وفي ميدان الفقه الشافعي، يتلألأ كتابٌ بريق العلم وعمق الفهم، وهو “فتح الرحمن شرح زبد ابن رسلان”، الذي يعد من الأعمال المتميزة في فقه السادة الشافعية. يأتي هذا الكتاب كتحفة من رصيد العلامة شهاب الدين أحمد بن حسين الرملي، الذي برع في تحليل وشرح متن “الزبد”، الذي يعتبر من أبرز المتون المتداولة والمحبوبة بين طلبة العلم وأهله.
“الزبد” يظهر كمصدر غني بزبدة المذهب الشافعي، حيث يجمع بين الألفاظ البسيطة والنظم الجميل، مما جعله محط اهتمام العلماء وانتشاره بين الطلاب. وفي هذا السياق، يأتي شهاب الدين الرملي ليضيء على هذا المتن بتفسيره العميق، الذي يصب في خانة الشروح الرائعة التي تُلقي الضوء على أصول وفروع فقه الشافعية.
يظهر في شرح الرملي دقة فاظحة في ضبط ألفاظ المتن، سواءً من حيث اللغة أو النحو، مع تقديم عرض دقيق ومفصل للمواد الفقهية. يعتمد الشرح على وحدة البيت والنثر، مما يسهم في توفير الفهم السلس والسهل للمحتوى، ويسهم في تيسير عملية حفظ متن “الزبد”.
تعتبر المسبار للدراسات والبحوث نافذةً تفتح على هذا الكتاب الرائع، إذ قامت بإعادة إصداره بعد أن قامت بأعمال جليلة من التحقيق والترتيب. كما أضافت قيمة إضافية من خلال شرحٍ يحمل عنوان “إفادة السادة العُمَد”، والذي رافق طبعة هذا الكتاب للمرة الأولى.
وفي غلافه الورقي الجميل، يظهر الكتاب بألوانه الجذابة، جاذبًا القارئ للاستمتاع بمحتواه العلمي العميق. تأتي هذه الطبعة في 1088 صفحة، تكشف عن عمق وجودة التحقيق الذي قامت به دار المسبار.
تقديم العلامة الرملي لهذا العمل يعكس اهتمامًا كبيرًا بتوضيح المفاهيم والمسائل الشافعية، مما يجعل هذا الكتاب لا غنى عنه لطلبة العلم والباحثين في فقه الشافعية. إنها إضافة قيمة للمكتبة الإسلامية، تستحق التفكير في استحضارها للفهم الأعمق لفقه السادة الشافعية.