في كتاب “البيان عما شهدت بالعيان وعمن شاهدت من الأعيان من إعلان الدستور العثماني إلى الآن”، الذي كتبه العالم والمفكر اللبناني شكيب إرسلان، يتناول المؤلف رحلة زمنية مثيرة تمتد من إعلان الدستور العثماني وصولاً إلى الوقت الحاضر. يتحدث إرسلان في هذا العمل عن شهادته الشخصية وعن الأشخاص الذين شاهدهم خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة.
تمزج صفحات الكتاب بين السرد التاريخي والشهادة الشخصية، حيث يقوم المؤلف برصد التحولات الكبيرة في التاريخ العثماني والعالم الإسلامي بشكل عام. يستند الكتاب إلى الرؤية الفريدة لشكيب إرسلان وتحليله العميق، مما يجعله إضافة قيمة للدراسات التاريخية.
تتنوع مواضيع الكتاب بين السياسة والاقتصاد والثقافة، ويقدم إرسلان نظرة شاملة عن الأحداث التي شهدها عصر الدستور العثماني وكيف تأثرت المنطقة بالتحولات الكبيرة. يستعرض المؤلف الشخصيات التاريخية والأحداث بأسلوبه السلس والممتع، مما يجعل القراء يعيشون الأحداث كأنهم على هامش التاريخ.
تتألق اللغة في كتاب إرسلان بأسلوبها الأدبي المميز، حيث يستخدم المؤلف تعابيره ومفرداته ببراعة لنقل الأفكار والمشاعر بشكل عميق. يُعَدُّ الكتاب مصدرًا قيمًا للباحثين والمهتمين بالتاريخ، حيث يقدم رؤية مختلفة وفريدة لفترة زمنية هامة في تطور المنطقة.
إلى جانب محتواه الفريد، يتميز الكتاب بالاهتمام بالتفاصيل، حيث يعكس الكاتب تفانيه في جمع المعلومات وتوثيقها بعناية. يضفي ذلك الطابع الدقيق على الكتاب مصداقية إضافية ويجعله مرجعًا موثوقًا لمن يسعى لفهم التاريخ العثماني بشكل أعمق.
“البيان عما شهدت بالعيان وعمن شاهدت من الأعيان من إعلان الدستور العثماني إلى الآن” يعتبر إسهامًا مهمًا من قبل شكيب إرسلان في فهم تاريخ المنطقة، ويعكس تفانيه في إثراء المعرفة التاريخية بروح من التجربة الشخصية والرؤية الفريدة.