“شق في حافة العالم: أمريكا والزلزال الكبير في كاليفورنيا عام 1906” هو عمل للكاتب سيمون وينشستر، المؤلف الذي حقق نجاحاً كبيراً عالمياً بروايته “الأستاذ والمجنون” وكذلك “كراكاتوا”. يقدم وينشستر بشكل حيوي حدث زلزال سان فرانسيسكو عام 1906 الذي دمر مدينة رمزية للتوسع الغربي لأمريكا. يقدم وينشستر نظرة شيقة ومعلوماتية عن العالم السفلي المضطرب الذي ينتج الزلازل، أقوى وأكثر قوة تدميرية في الكوكب.
في ساعات الصباح الأولى من 18 أبريل 1906، ضرب زلزال هائل سان فرانسيسكو وسلسلة من المدن إلى الشمال الشمالي الغربي وإلى الجنوب الجنوب الشرقي، وقد تفاقمت الهزة العنيفة بسبب الصدمات المتكررة للزلزال، الذي بلغ 8.25 على مقياس ريختر. نتج الزلزال عن تمزق في جزء من خط الأندريس الصناعي، الذي يقع تحت سطح الأرض على طول الساحل الشمالي لكاليفورنيا. استمر الزلزال لمدة لا تزيد عن دقيقة واحدة، محطماً 490 كتلة، وقام بقلب ما مجموعه 25،000 مبنى، وفتح خطوط الغاز، وقطع خطوط الكهرباء في جميع أنحاء منطقة الخليج، ودمر بشكل فعال عاصمة اندفاع الذهب التي كانت موجودة هناك لنصف قرن.
ربما كانت الحرائق التي اجتاحت المدينة لثلاثة أيام أكثر أهمية من الهزات والرنين، حيث تركت الفوضى والرعب في أعقابها. شملت المأساة البشرية وفيات أكثر من 700 شخص، مع تشريد أكثر من 250،000 شخص. كان ربما أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ الولايات المتحدة.
يجلب سيمون وينشستر قدراته الفريدة في السرد – فضلاً عن فهمه الفريد لعلم الجيولوجيا – إلى هذا الحدث الاستثنائي، مستكشفاً ليس فقط ما حدث في شمال كاليفورنيا عام 1906 ولكن ما تعلمناه منذ ذلك الحين عن الأسس الجيولوجية التي تسببت في الزلزال في المقام الأول. ولكن إنجازه أكبر من ذلك بكثير: إذ يضع أهمية الزلزال على مدار الزمن الجيولوجي للأرض ويظهر الأثر الذي كان له على باقي تاريخ كاليفورنيا والولايات المتحدة في القرن العشرين.
“شق في حافة العالم” هو السرد النهائي لزلزال سان فرانسيسكو. كما أنه استكشاف مثير لحدث أسطوري غيّر من وجهة نظرنا للكوكب الذي نعيش عليه.