أهم الشركات التي أسسها موظفو فيسبوك السابقون
على مرّ السنوات، استطاع العديد من الموظفين السابقين في شركة فيسبوك (التي تُعرف اليوم باسم “ميتا”) أن يحققوا نجاحات كبيرة في عالم ريادة الأعمال. فالشركة التي أسسها مارك زوكربيرج في عام 2004 لم تكن مجرد منصة تواصل اجتماعي عملاقة، بل كانت مصدرًا للإلهام والدروس العملية للعديد من المهنيين الذين عملوا فيها. هؤلاء الأفراد استخدموا ما تعلموه خلال فترات عملهم في فيسبوك لتأسيس شركات مبتكرة تساهم في تطور عدة صناعات، من التكنولوجيا إلى الرعاية الصحية، وتقديم حلول جديدة للمشاكل التي يواجهها العالم اليوم. في هذا المقال، نستعرض بعضًا من أبرز الشركات التي أسسها موظفو فيسبوك السابقون.
1. Instagram
تعد شركة إنستغرام واحدة من أكثر الأمثلة نجاحًا على تأثير فيسبوك على ريادة الأعمال. تأسس تطبيق إنستغرام في عام 2010 على يد كيفن سيستروم ومايك كريغر، اللذين كانا موظفين سابقين في فيسبوك قبل أن يقررا تأسيس هذه المنصة الخاصة بمشاركة الصور والفيديوهات. سرعان ما اكتسب التطبيق شعبية كبيرة بفضل واجهته البسيطة والمبتكرة، ليتم شراؤه من قبل فيسبوك في عام 2012 بمبلغ 1 مليار دولار.
رغم أنه أصبح جزءًا من فيسبوك، إلا أن روح الابتكار التي أضافها سيستروم وكريغر إلى إنستغرام جعلته واحدة من أكثر المنصات تأثيرًا في مجال التواصل الاجتماعي، حيث يواصل التطبيق تطوير ميزات جديدة مثل القصص (Stories) والريلز (Reels).
2. WhatsApp
تعتبر واتساب واحدة من التطبيقات الأكثر استخدامًا في العالم، وهي من الشركات التي أسسها موظفو فيسبوك السابقون. أسس جان كوم وبراين أكتون تطبيق واتساب في عام 2009، بعد أن تركا شركة ياهو للعمل معًا على هذا المشروع المبتكر. كان الهدف الأساسي للثنائي هو بناء تطبيق رسائل بسيط وسهل الاستخدام دون الحاجة إلى حسابات معقدة، مما جعل واتساب يُستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.
في عام 2014، استحوذت فيسبوك على تطبيق واتساب بمبلغ 19 مليار دولار، وهو أكبر استحواذ في تاريخ فيسبوك حتى ذلك الوقت. ورغم استحواذ فيسبوك على التطبيق، فإن جان كوم ظل متمسكًا برؤيته الأصلية للتطبيق، مع التركيز على الخصوصية وتجربة المستخدم.
3. Asana
أسس داسون هوارد وجاستن روزنشتاين (موظفان سابقان في فيسبوك) شركة “أسانا” في عام 2008، بهدف تطوير أداة تساعد الفرق على إدارة مشاريعهم بشكل أكثر فعالية وتنظيمًا. خلال عملهم في فيسبوك، لاحظا أن العديد من الفرق تواجه صعوبة في التنسيق بين المهام اليومية والإدارة العامة للمشاريع. من هنا جاءت فكرة “أسانا” كأداة تساعد في إدارة الفرق والمشاريع بشكل أسهل وأسرع.
تستخدم أسانا اليوم من قبل آلاف الشركات حول العالم بما في ذلك الشركات الكبرى مثل “مايكروسوفت” و”إير بي إن بي”. يركّز التطبيق على تحسين الإنتاجية والعمل الجماعي، ويقدم مجموعة من الأدوات المبتكرة التي تسهل تتبع المشاريع وإتمام المهام.
4. HubSpot
بينما كانت فيسبوك في مراحلها الأولى، كان أحد موظفيها، بيللي بومر، يعمل على بناء منصة تسويقية مبتكرة، ما قاده في النهاية إلى تأسيس شركة “هاب سبوت” (HubSpot) في عام 2006. تُعد هاب سبوت من الشركات الرائدة في مجال التسويق الرقمي وأدوات إدارة العلاقات مع العملاء (CRM). على الرغم من أن بومر لم يكن من المؤسسين الأساسيين لفيسبوك، إلا أن عمله في مجال التسويق الرقمي كان له تأثير قوي على تطوير هاب سبوت.
توفر هاب سبوت مجموعة من الأدوات للمسوقين ورواد الأعمال لتحسين إستراتيجيات التسويق وزيادة المبيعات. ومن خلال التقنيات الحديثة في التسويق، تمكّنت هاب سبوت من مساعدتهم على تنفيذ استراتيجيات تسويق متكاملة تتيح لهم الوصول إلى جمهور أوسع وزيادة التفاعل مع العملاء.
5. Nauto
أسس موظفان سابقان في فيسبوك، جاك هيل وإياد العيسى، شركة “ناوتو” في عام 2015. تهدف ناتو إلى تطوير أنظمة ذكية لقيادة السيارات باستخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة. يُعد تطبيق ناتو أحد الحلول الذكية لتحليل بيانات القيادة وتحسين السلامة على الطرقات، من خلال توفير نظام مراقبة للسائقين وتنبيههم في حال حدوث سلوكيات القيادة المتهورة أو غير الآمنة.
تسعى الشركة إلى تحسين تجربة القيادة باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وقد اجتذبت استثمارات كبيرة من شركات رائدة في مجالات التكنولوجيا والنقل. بفضل خبرتهم في مجال التكنولوجيا والتعلم الآلي التي اكتسبوها أثناء عملهم في فيسبوك، استطاع هيل والعيسى تطوير هذه التقنية التي تشهد نموًا سريعًا.
6. Clara Labs
أسس شركة “كلارا لابز” (Clara Labs) كل من جيمس ووتسون ومايك روز، اللذين كانا يعملان في فيسبوك على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. كلارا لابز هي شركة متخصصة في تطوير مساعدات ذكية تعمل باستخدام الذكاء الاصطناعي لتسهيل أعمال المساعدين الشخصيين. تستخدم هذه التكنولوجيا لإنجاز المهام الروتينية مثل ترتيب الاجتماعات والرد على الرسائل الإلكترونية بشكل أكثر كفاءة، مما يسمح للمستخدمين بتوفير الوقت والتركيز على الأمور الأكثر أهمية.
نجحت كلارا لابز في جذب اهتمام الشركات التقنية الكبرى، وتمكنت من تقديم حلول مبتكرة في مجال الأتمتة الذكية، مع تحقيق استفادة كبيرة من تجارب الفريق في فيسبوك.
7. LiveRamp
أسس “ليفرامب” اثنان من موظفي فيسبوك السابقين، غاري توملينسون وراج شاه، في عام 2011. تعمل الشركة في مجال تحليل البيانات والإعلانات الرقمية، حيث تقدم حلولًا مبتكرة لربط البيانات من مصادر متعددة وتوفير رؤى دقيقة حول سلوك المستهلك. تسعى LiveRamp إلى تمكين العلامات التجارية والمعلنين من الوصول إلى جمهورهم المستهدف بشكل أكثر فاعلية باستخدام تقنيات متطورة في تحليل البيانات.
أصبحت الشركة واحدة من أكبر الشركات في مجال البيانات الرقمية وتحليل سلوك المستخدمين، وقد أثبتت نفسها كعنصر أساسي في مجال الإعلان الرقمي في الولايات المتحدة وحول العالم.
8. Palo Alto Networks
أسس نيك شينويا وفيرغو مورا، اللذان عملا سابقًا في فيسبوك، شركة “بالو ألتو نتوركس” (Palo Alto Networks) في عام 2005. تعدّ هذه الشركة واحدة من رواد صناعة الأمن السيبراني. هدفها كان توفير حلول أمان مبتكرة لحماية الشبكات والأنظمة من التهديدات المتزايدة عبر الإنترنت.
قد تمكنت بالو ألتو من تحويل نفسها إلى أحد الأسماء الكبرى في هذا المجال، حيث قامت بتطوير تقنيات أمان مبتكرة مثل الجدران النارية المتقدمة وأدوات الوقاية من التسلل، مما جعلها محط اهتمام الشركات الكبرى في كل أنحاء العالم.
الخلاصة
إن فيسبوك لم تكن مجرد منصة اجتماعية تربط بين الأصدقاء والعائلات حول العالم، بل كانت مصدرًا للإلهام وموطنًا لعدد كبير من المبدعين الذين أسسوا شركات ناجحة في مختلف المجالات. من خلال الابتكار التكنولوجي والتسويق الذكي، استطاع موظفو فيسبوك السابقون أن يحققوا نجاحات لافتة ويُساهموا في تحسين قطاعات الأعمال المختلفة من خلال شركات مثل “إنستغرام”، “واتساب”، “أسانا”، و”ناوتو”. هذه الشركات تؤكد على أن التجربة العملية التي اكتسبها الأفراد في بيئة فيسبوك، كانت مفتاحًا أساسيًا لتحقيق طموحاتهم الريادية والتوسع في العديد من الصناعات الناشئة.