في مجموعة الروايات الخمس التي تشكل كتاب “شجرة البرتقال”، يواصل كارلوس فوينتس إعادة بناء الحقبة التاريخية بشغف وخيال يميز أعماله “تيرا نوسترا” و”الحملة”. يبدأ من قصة وصول كولومبوس إلى الكاريبي، وصولاً إلى مصير ابني هرنان كورتيس، وصولاً إلى تدمير المدينة الإسبانية نومانتيا على يد الرومان، وانهيار هوليوود على يد أكابولكو. يجمع فوينتس بين العظمة السردية للروحانيات والتاريخ مع لذائذ الجسد بأسلوب ممتع.
في “شجرة البرتقال”، يقول: “أجمع هنا لحظات لذتي الحسية الأكثر فورية – أرى، ألمس، أقشر، أعض، أبتلع – وأيضًا الإحساسات الأولية: والدتي، والمربيات، والثديين، والكرة، والعالم، والبيضة”. النتيجة هي استكشاف حساس للصراع الثقافي يعد أيضًا وليمة للحواس.
تتناول الروايات في هذا الكتاب تداخل الثقافات والصراعات التاريخية والمشاعر الإنسانية الأساسية. من خلال رحلة تاريخية مذهلة، يأخذنا فوينتس في عوالم متوازية من الجمال والعنف، الإبداع والتدمير. تمتزج الأحداث التاريخية الكبيرة بالتجارب الشخصية، وتندمج قصص الماضي بحكايات الحاضر بأسلوب مثير للعقل والحواس.
يصف الكتاب المشاهد والأحداث بأسلوب غني بالتفاصيل، يعيد بناء لحظات تاريخية بشكل حميمي ومثير. إنه رحلة عبر الزمن والمكان، تأخذ القارئ في تجربة شيقة تتنوع بين المفارقات الثقافية والمشاعر الإنسانية العميقة.
بناءً على هذه الوصف الشيق والغني، يمكن القول إن “شجرة البرتقال” هو مزيج مدهش من السرد الروحي والتاريخي، مع لمسات فنية تثري الرواية بعمق وجاذبية. تركيبة من التاريخ والحبكة الشخصية، تنقل القارئ عبر عوالم متعددة من المتعة الفنية والتفاعل الثقافي.
في النهاية، يُعد “شجرة البرتقال” تحفة أدبية تأسر القلوب والعقول، تترك بصمة عميقة في وجدان من يقرأها. يبقى هذا الكتاب مرجعًا أدبيًا لا ينسى، يستحق التأمل والاستمتاع بعمقه وتعقيداته، ويعيد تعريف مفهوم الرواية الأدبية الكلاسيكية في عصرنا الحديث.