بتعمقٍ استثنائي، تفتح كتاب “سيطرة المنصب: كيف حولت الحروب والسرية والخداع منصب الرئاسة، من تيودور روزفلت إلى جورج دبليو بوش” للكاتب ستيفن غراوبارد نوافذ على تحولات استثنائية شهدها الرئاسة الأمريكية على مدى القرن العشرين. من خلال تحليلات دقيقة، يستعرض غراوبارد مسيرة توسع سلطات الرئاسة الأمريكية وتطور استخدام السرية كأداة لتعزيز هذه السلطات، مما أدى بالضرورة إلى تقليص سلطات السلطتين التشريعية والقضائية.
من خلال دراسة تاريخية شاملة، يتتبع غراوبارد مسار السلطة الرئاسية منذ عهد تيودور روزفلت حتى عهد جورج دبليو بوش، مستعرضًا تأثير الحروب، والسياسات السرية، والخدع على تشكيل الرئاسة وسياساتها. يتناول الكتاب مسيرات ثمانية عشر رئيسًا والأحداث التي شكلت فترات رئاستهم، مما يسلط الضوء على تطور دور الرئيس الأمريكي وتغير طبيعته على مر العقود.
ما يميز هذا الكتاب هو النظرة العميقة التي يلقيها غراوبارد على السياسة الأمريكية، وقدرته على رصد التحولات البارزة والمهمة في ديناميات الحكم الرئاسي. بفضل تقدير زملائه في مجال التاريخ والوصول الفريد إلى أعضاء سابقين في إدارتي الحزبين الجمهوري والديمقراطي، استطاع غراوبارد كتابة تاريخ متميز للسلطة الرئاسية، يعد قراءة ضرورية لكل من يهتم بالسياسة الأمريكية وتطوراتها.
تتناول الكتاب مواضيع عديدة في علم السياسة والعلاقات الدولية، مما يجعله مرجعًا مهمًا للدارسين والمهتمين بهذا المجال. صدر الكتاب عن دار النشر “بيسك بوكس” في يناير عام 2006، مما أكد على أهميته وتأثيره في فهم تطور الرئاسة الأمريكية على مر العصور.