في صفحات هذا الكتاب الرائع بعنوان “صفحات من سيرة جدي”، يقدم الكاتب سليمان التويجري نافذة مثيرة وممتعة نحو حياة جده، العالم الذي برع في علوم الدين والثقافة، ورسخ مكانته كشخصية معرفية واعية. رحمه الله، كان جده شخصًا يتمتع بقدرة استثنائية على استيعاب العلم والمعرفة، حيث امتزجت تربيته بين أروقة العلماء في منطقة القصيم، ثم اتجه إلى أرض العراق ليتلقى المزيد من العلم ويعمق في رحاب المعرفة.
تعكس صفحات هذا الكتاب رحلة الجد في سعيه لاكتساب العلم، حيث استفاد من تجارب ودروس علماء القصيم وتحديداً من العلامة شكري الألوسي في العراق. كانت هذه التجربة الثقافية حافلة باللقاءات والمحادثات مع المثقفين، مما أثرى رؤيته وفهمه للعلوم والفنون.
يبرز الكتاب أيضًا الجهود الرائدة التي قام بها الجد، حيث قام بتأسيس جريدة الرياض في عام 1327 هـ (1910م)، وهو إنجاز كبير يعكس تفانيه في نقل المعرفة والأفكار إلى الجمهور. يتناول الكتاب بشكل شيق ومفصل مساره في عالم الصحافة وكيف أثرت تلك التجربة في تطويره كشخصية عامة ومثقفة.
غلاف الكتاب الورقي يضفي جوًا من الأصالة والتراث، مما يعزز قيمة الكتاب كعمل أدبي فريد في فئة السير والذكريات. يُشكل هذا الكتاب إسهامًا قيمًا في مجال الأدب والخيال، حيث يندرج تحت تصنيف السير والذكريات، مما يجعله قطعة أدبية تتميز بالغنى والتأثير.
صدر هذا الكتاب القيم عن دار مدارك للنشر في عام 2011، وتميز بعناية فائقة في التحرير والتنسيق. يتيح للقارئ فرصة استكشاف أعماق حياة الجد ورحلته العلمية والثقافية من خلال صفحاته البالغ عددها 130 صفحة.