إن كتاب “السياسة الخارجية المصرية تجاه السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا (كوميسا)” الذي كتبه الباحث والمؤرخ نانيس فهمي يعتبر عملاً فريداً وقيماً يلقى الضوء على الأبعاد السياسية والاقتصادية للعلاقات بين جمهورية مصر العربية والسوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا المعروفة باسم “كوميسا”. يقوم الكتاب بدراسة دقيقة لتفاعلات السياسة الخارجية المصرية في إطار هذه التكتل الإقليمي، مشيراً إلى كيفية تحديد النظام الدولي لهذه التفاعلات على أساس جغرافي.
تتعمق الدراسة في مفهوم التكامل الاقتصادي الإقليمي وكيف يتم تعريفه وتحديده في سياق العلاقات الدولية، حيث يظهر الكتاب بوضوح كيف ترتبط هذه التكتلات بالترتيبات التجارية والنقدية الإقليمية، والتي تعكس تفاعلات اقتصادية معقدة بين الدول الأعضاء. وفي هذا السياق، يسلط الكتاب الضوء على العوامل التاريخية والثقافية والجغرافية التي أسهمت في نشوء هذا التكامل الاقتصادي الإقليمي، مما يضفي على القارئ فهماً عميقاً للسياق الذي أدى إلى تشكيل هذا التكتل.
تأتي الدراسة في 436 صفحة، تمثل رحلة مفصلة وشاملة في تحليل سياسة مصر الخارجية تجاه هذا التكتل، مما يجعل الكتاب مرجعاً هاماً للباحثين والدارسين في مجال العلاقات الدولية والسياسة الخارجية. ويبرز دور الكاتب نانيس فهمي في تقديم معلومات ذات قيمة وأفكار متنوعة، حيث يتيح الكتاب للقارئ الفهم العميق لتطورات السياسة الخارجية المصرية وتأثيرها على التكامل الاقتصادي في المنطقة.
تكمن قيمة هذا العمل أيضا في تسليط الضوء على الجوانب الرئيسية للسياسة الدولية، والتي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من التفاعلات العالمية. ومن خلال استعراض مفصل لمحتوى الكتاب، يظهر أن الناشر، المكتب العربي للمعارف، قام بتقديم هذا العمل بشكل لائق ومميز من خلال الغلاف الورقي الجذاب الذي يعكس أهمية المحتوى.
باختصار، يعتبر كتاب “السياسة الخارجية المصرية تجاه السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا (كوميسا)” إضافة قيمة لمكتبة الكتب السياسية، حيث يقدم تحليلاً عميقاً وشاملاً للعلاقات الخارجية وتأثيرها على التكامل الاقتصادي في المنطقة، ويعتبر مرجعاً مهماً للباحثين والمهتمين بدراسة العلاقات الدولية والسياسة الإقليمية.