تكمن أهمية هذا الكتاب الرائع “سياسة الولايات المتحدة تجاه هيئة الأمم المتحدة 1990-2004” للمؤلف خالد شنيكات في تسليط الضوء على الجوانب المعقدة والمتشعبة للعلاقة بين الولايات المتحدة وهيئة الأمم المتحدة خلال فترة حاسمة من التاريخ الدولي. تتناول هذه الدراسة العميقة والتحليلية سياسة الخارجية الأمريكية وكيفية تأثيرها على دور وأداء هيئة الأمم المتحدة، في ظل التحولات والتغيرات الكبيرة التي شهدتها الساحة الدولية خلال الفترة الممتدة بين عامي 1990 و2004.
يستعرض الكتاب بدقة أثر المتغيرات الداخلية والخارجية على سياسة الولايات المتحدة تجاه الأمم المتحدة، موضحاً كيف أن العديد من القرارات الخارجية تم توجيهها وتأثيرها بناءً على مجموعة متنوعة من العوامل. يقوم الكتاب بتحليل متأنٍ للتغيرات في البيئة الداخلية والخارجية التي شهدتها الولايات المتحدة خلال فترة ما بعد الحرب الباردة، حيث تم تحليل تأثير هذه التغيرات على صانعي السياسة الخارجية الأمريكية.
بالاستناد إلى منهج روزيناو، يقدم الكتاب نتائج هامة تسلط الضوء على طبيعة السياسة الخارجية الأمريكية في تلك الفترة الزمنية المهمة. يتأمل القارئ في أن السياسة الخارجية الأمريكية لا يمكن فهمها إلا من خلال فهم متغيرات متنوعة، بما في ذلك العوامل الخارجية، والعوامل الحكومية، والديناميات المجتمعية، ودور الفرد، مع إيلاء اهتمام خاص لوزن كل متغير حسب السياق والقرار الدبلوماسي.
على غلافه الورقي الجميل، يقدم الكتاب رؤية مفصلة لفترة زمنية هامة في تاريخ العلاقات الدولية، حيث يستعرض بأسلوب قوي ومحكم النتائج والتوصيات التي يمكن أن تلقي بالضوء على الاتجاهات المستقبلية للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه هيئة الأمم المتحدة.
في ختامه، يظهر هذا الكتاب كمصدر مهم وفريد في فهم التفاعل المعقد بين القوة العظمى والمنظمة الدولية، مما يجعله ضروريًا للدارسين في مجال العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وكل من يهتم بفهم تطورات العلاقات الدولية في الفترة المذكورة.