“سياسة الحقيقة: داخل الأكاذيب التي أدت إلى الحرب وخانت هوية زوجتي في وكالة الاستخبارات المركزية: مذكرات دبلوماسي”، كتاب يعيد السفير جوزيف ويلسون، يقف خلفه كرجل شاهد على أحداث تاريخية هائلة خلال الإدارات الرئاسية الثلاث الأخيرة واثنتين من الحروب مع العراق. لا يوجد شخص شهد أو أثر أو دفع بالأخبار عن أحداث أكثر تأثيرًا في التاريخ من جوزيف ويلسون. كان آخر دبلوماسي أمريكي يجلس وجهاً لوجه مع صدام حسين، رجل باحث داخلي يمتلك الذكاء والمبادئ والاستقلالية لفحص السياسة الخارجية الأمريكية الحالية والتداولات الداخلية للحكومة وتقديم تقييم صادق لدور الولايات المتحدة في العالم.
في فبراير 2002، أُرسل جوزيف ويلسون إلى النيجر من قبل وكالة الاستخبارات المركزية للتحقيق في ادعاءات بأن العراق كان يسعى لشراء اليورانيوم في تلك البلاد. تقرير ويلسون، وتقريران آخران من مسؤولين أمريكيين آخرين، نفوا بشكل قاطع مثل هذه الشائعات، ومع ذلك تم تجاهلها جميعًا من قبل البيت الأبيض. صدمته الكلمات السيئة السمعة التي نطقها جورج دبليو بوش في خطابه في دولة الاتحاد لعام 2003: “تعلمت حكومة المملكة المتحدة أن صدام حسين سعى مؤخرًا للحصول على كميات كبيرة من اليورانيوم من أفريقيا”. جوزيف ويلسون قرر الكشف عن الحقيقة وراء بداية حرب العراق.
“سياسة الحقيقة” هو كتاب متفجر وكاشف للحقائق، يتحدث عن رجل يدعو إلى تسجيل دقيق للتاريخ ضد تلك القوى التي تسعى إلى تلفيق الحقيقة. يستكشف الكتاب مجالات متعددة، بدءًا من السياسة العامة ووصولاً إلى الدبلوماسية، حيث يلقي الضوء على مشاركة الولايات المتحدة في العالم. صدر الكتاب عن دار النشر كارول وجراف في إبريل من عام 2004، ويقدم للقارئ رحلة مثيرة عبر أحداث تاريخية مهمة، مكشوفًا الستار عن خيوط كثيرة تربط السياسة والحقيقة في مشهد السياسة الدولية.
“سياسة الحقيقة” ليس مجرد كتاب عن السياسة الأمريكية والعلاقات الدولية، بل هو أيضًا نص يتناول قضية أخلاقية حيوية. يعرض ويلسون القرارات والأفعال التي قادت إلى الحرب، مما يطرح تساؤلات حول المصداقية والأخلاق في تشكيل السياسة الخارجية. يفتح الكتاب نافذة على تفكيك مستندات استخبارات مثيرة للجدل ويكشف عن تفاصيل لم تأت بشكل كامل إلى العلن من قبل.
في نهاية المطاف، يتيح “سياسة الحقيقة” للقارئ فهمًا أعمق للأحداث التي سبقت الحرب في العراق، ويشكل تحليلاً شاملاً لمسار السياسة الأمريكية في فترة حساسة من التاريخ الحديث.