في كتابها الجديد الموسوم بعنوان “سياسة التيسير الكمي كأسلوب حديث لإدارة السياسة النقدية في ظل الأزمات”، تقف الكاتبة فتيحة راشدي على حافة السياسات النقدية الجريئة التي تثير تخوف العديد من الدول، ومن بين هذه السياسات يبرز التركيز بشكل خاص على سياسة التيسير الكمي. يتناول الكتاب بعمق وبأسلوب تحليلي رصين، مواضيع تتعلق بالتأثيرات والآثار الاقتصادية لهذه السياسة، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية والأزمات المالية.
تبدأ راشدي رحلتها في استكشاف سياسة التيسير الكمي على وجه الخصوص، ملقِّنة للقارئ تفاصيل هذه السياسة وكيفية تنفيذها، مع التركيز على الجوانب الاقتصادية والتأثيرات المباشرة وغير المباشرة على الأوضاع المالية. ومن خلال تحليل متقن، تقديم نماذج توضيحية ودراسة الحالة، تتناول الكاتبة أثر سياسة التيسير الكمي في اقتصاد بعض الدول، وتسلط الضوء بشكل خاص على تجارب الولايات المتحدة الأمريكية واليابان.
على سبيل المثال، يتم اعتبار الولايات المتحدة واليابان نموذجين بارزين تجرأوا على تطبيق سياسة التيسير الكمي كوسيلة للتصدي للأوضاع الاقتصادية الحرجة. تستعرض الكاتبة تطور الأوضاع المالية في هاتين الدولتين، مظهرة النتائج الإيجابية والسلبية لتلك السياسة على مؤشراتهما المالية. بالإضافة إلى ذلك، تلقي الضوء على كيفية تكييف السياسة مع خصوصيات اقتصاد كل دولة، مما يبرز التباين في التأثيرات بين الاقتصاديات المختلفة.
ومن خلال رصد تلك التجارب وتحليل البيانات المالية، تقدم راشدي قراءها فهمًا عميقًا لكيفية تأثير سياسة التيسير الكمي، مبرزة الجوانب التي يجب مراعاتها والعوامل التي تلعب دورًا حاسمًا في نجاح هذه السياسة أو فشلها.
في الختام، يُعد هذا الكتاب إضافة قيمة لمكتبة الأدب الاقتصادي، حيث يقدم رؤية شاملة ومفصلة حول سياسة التيسير الكمي وكيف يمكن أن تكون هذه السياسة خيارًا حديثًا وجريئًا لإدارة السياسة النقدية في زمن الأزمات المالية.