سياسبيراسي: استكشاف أعماق الفساد العالمي وتأثيره على الحياة البحرية

سياسبيراسي (Seaspiracy) هو فيلم وثائقي أُصدر في عام 2021 وأخرجه المخرج البريطاني علي تبريزي، حيث يسلط الضوء على أزمة عالمية تمس المحيطات والكائنات البحرية. الفيلم الذي استحوذ على اهتمام عالمي يعالج قضايا بيئية حساسة تتعلق بالصيد الجائر، التلوث، واستغلال البحار، ويكشف عن شبكة من الفساد المستشري في القطاعات الصناعية المرتبطة بالمحيطات.

ملخص الفيلم

تدور أحداث الفيلم حول رحلة صانع أفلام شاب شغوف بحماية الحياة البحرية، إذ ينطلق علي تبريزي في مهمة لتوثيق التأثيرات السلبية للبشر على الكائنات البحرية والنظم البيئية البحرية. تتجاوز الوثائقيات البسيطة عن التلوث البلاستيكي، ليغوص في أعماق أكثر قضايا الصيد التجاري تعقيدًا، مثل ممارسات الصيد غير القانونية، وتدمير الموائل البحرية، والتأثيرات المدمرة للشبكات الصناعية على التنوع البيولوجي في المحيطات.

الفيلم يعرض أيضًا الجانب المظلم من “الصيد المستدام” المزعوم، ويكشف التناقضات في بعض الشهادات والعلامات التي تُروج على أنها صديقة للبيئة.

الرسالة البيئية

سياسبيراسي يحمل رسالة قوية تدعو إلى إعادة النظر في علاقتنا مع البحار والمحيطات. فالأرقام والحقائق التي يقدمها الفيلم تسلط الضوء على أزمة تهدد استمرارية الحياة البحرية.

• الصيد الجائر: يمثل الصيد التجاري تهديدًا رئيسيًا، حيث يتم اصطياد كميات ضخمة من الأسماك دون اعتبار للتوازن البيئي.
• التلوث البلاستيكي: يسهم التلوث الناتج عن النفايات البلاستيكية والشباك المهملة في موت أعداد هائلة من الكائنات البحرية.
• الفساد الصناعي: يكشف الفيلم عن تورط مؤسسات وشركات كبرى في ممارسات تضر بالحياة البحرية، تحت ستار “الحفاظ على الاستدامة”.

الحقائق المدهشة

من بين أبرز النقاط المثيرة التي يسلط الفيلم الضوء عليها:

1. الصيد التجاري أكثر ضررًا من البلاستيك: يقدم الفيلم أدلة على أن الأضرار الناتجة عن الصيد الجائر تفوق بكثير تأثير البلاستيك الموجود في المحيطات.
2. “الصيد المستدام” خرافة؟: يشكك الفيلم في مصداقية الشهادات التي تدعي أن منتجات الصيد تأتي من مصادر مستدامة.
3. الصيد العرضي: ملايين الكائنات البحرية غير المستهدفة تُقتل أثناء عمليات الصيد التجاري، مما يهدد العديد من الأنواع بالانقراض.

النقد والاستقبال

نال الفيلم إشادة واسعة بسبب شجاعته في تناول موضوعات حساسة وطرحه أسئلة هامة حول الاستدامة البيئية. ومع ذلك، لم يخلُ من الجدل؛ فقد تعرض لبعض الانتقادات من قبل بعض المؤسسات البيئية والصناعية، التي رأت أن الفيلم يقدم صورة مبالغًا فيها عن ممارسات الصيد.

لكن ما لا يمكن إنكاره هو تأثير الفيلم على وعي الجمهور العالمي. فمنذ إطلاقه، شهدت منصات التواصل الاجتماعي مناقشات واسعة حول دور الإنسان في تدهور النظم البيئية البحرية، وتزايدت الدعوات للحد من استهلاك الأسماك والبحث عن بدائل مستدامة.

التأثير المجتمعي

أثار “سياسبيراسي” موجة من الوعي البيئي، حيث دفع العديد من الناس لإعادة النظر في استهلاكهم للمأكولات البحرية ودعم المبادرات التي تهدف إلى حماية المحيطات.

إحصائيات مهمة من الفيلم

العنصر	الرقم أو الإحصائية
نسبة التلوث الناتج عن شباك الصيد	46% من النفايات البلاستيكية في المحيطات
عدد الأسماك التي تُقتل سنويًا	تريليونات من الكائنات البحرية
النسبة التي تأخذها أسماك الصيد العرضي	40% من مجموع الصيد التجاري

الرسالة الختامية

يمثل “سياسبيراسي” جرس إنذار يطالب الجميع بالتحرك لإنقاذ المحيطات من الكارثة الوشيكة. الفيلم لا يقدم فقط حقائق وإحصائيات، بل يدعو إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لحماية البيئة البحرية. المشاهد الذي ينغمس في هذا الوثائقي يدرك حجم التحديات التي تواجه كوكبنا، ما يفتح آفاقًا جديدة للعمل من أجل مستقبل أكثر استدامة.

مصادر

• الفيلم الوثائقي Seaspiracy على منصة نتفليكس.
• تقارير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) عن الصيد الجائر.
• أبحاث حول التلوث البلاستيكي وتأثيره على الحياة البحرية.