من خلال النظر إلى معلومات السيارة “بيجو 605” التي تم إنتاجها في الفترة من عام 1989 إلى عام 1994، يظهر أن بيجو قد قامت بخطوة هامة لتعزيز مكانتها في فئة السيارات التنفيذية بعد اعتزال طرازها السابق “بيجو 604”. يعود ذلك إلى إطلاق النموذج “بيجو 605” الذي جاء بتصميم مميز من قبل Pininfarina.
في بداية الثمانينات، بدأت الشركات الألمانية في الزيادة في تقديم سيارات ذات هندسة أفضل مما قدمته بيجو. وبالإضافة إلى مشكلات الاعتمادية، لم تلبي العلامة التجارية الفرنسية توقعات العملاء فيما يتعلق بالراحة والميزات. وكان منافسوها الألمان، مثل أودي وبي إم دبليو ومرسيدس-بنز، قد لعبوا ببطاقاتهم بشكل أفضل. ومع ذلك، جاءت “بيجو 605” في عام 1989 لتغيير اللعبة لصالح الفريق الفرنسي.
يتميز تصميم “بيجو 605” بجسمه الذي صممه Pininfarina، حيث يظهر بمظهر متميز، طالما لم يكن هناك أي سيارة ألفا روميو 164 حولها. وعلى الرغم من تشابه التصميم مع سيارة ألفا روميو، إلا أن بيجو كان لديها سمات تصميم فريدة في الجزء الأمامي، بفضل المصابيح الأمامية الواسعة والضيقة والشبكة المكونة من ثلاث فتحات. وكانت حزام الخطوط الصاعدة والكمرات المكبرة قليلاً يبدوان وكأنها تمثل رياضيًا بقميص مشدود على عضلاته.
فيما يتعلق بالداخل، كانت “بيجو 605” درسًا لسيارات الحجم الكبير في ذلك الوقت. استمرت أشكالها المثلثة الخارجية في الداخل مع منافذ الهواء اللوزية والمستطيلة. امتدت لوحة العدادات عبر منطقة الكونسول، حيث وضعت الشركة صفوف أزرار التحكم في المناخ في الجزء العلوي والستيريو في الجزء السفلي، مغطاة بغطاء قابل للطي. وبفضل قاعدة العجلات الكبيرة وحلاقة العجلة الأمامية، كان هناك متسع من الفضاء لخمسة أشخاص، ولكن الشركة رسمت المقعد الخلفي لشخصين، مما زاد من الراحة.
قدمت بيجو حلاً صحيحًا مع الهيكل أيضًا، حيث كانت تشترك مع سيتروين XM في منصة الإنتاج، وتتضمن تعليقًا مستقلاً في جميع الزوايا. للأسف، لم تحقق الشركة النجاح المطلوب في مجال المحركات، حيث قدمت محركات ضعيفة وجادة الاستهلاك أو محرك V6 الذي كان أيضًا جادًا في استهلاك الوقود وليس حيويًا بما يكفي.
يُعد محرك بسعة 2.0 لتر وناقل حركة يدوي 5 سرعات من بين المحركات التي قدمتها بيجو 605. ينتج هذا المحرك قوة تبلغ 110 حصانًا عند 5600 دورة في الدقيقة وعزم دوران يصل إلى 121 رطل-قدم عند 3500 دورة في الدقيقة. وكانت نظام حقن الوقود من نوع “Monopoint Injection”، ويعمل بالبنزين.
فيما يتعلق بالأداء، كانت سرعة القمة للسيارة تبلغ حوالي 120.5 ميلاً في الساعة (194 كم/ساعة)، وهي مدعومة بنظام دفع أمامي وصندوق تروس يدوي بـ 5 سرعات. وكانت الفرامل تأتي بأقراص مهواة في الأمام وأقراص في الخلف، بحجم إطارات 195/65HR15.
مع أبعاد طول تبلغ 185.9 إنش (4722 ملم)، وعرض 70.8 إنش (1798 ملم)، وارتفاع 56 إنش (1422 ملم)، كانت لديها قاعدة عجلات كبيرة بطول 110.2 إنش (2799 ملم). وكانت حجم الشحن 17.6 قدم مكعب (498 لتر)، ووزنها الفارغ 2848 رطل (1292 كجم).
فيما يتعلق بأداء الوقود، كانت تعمل بمعدل استهلاك وقود مختلط يبلغ 25.8 ميلاً في الغالون الأمريكي (9.1 لتر/100 كم). وكانت تتسارع من 0 إلى 62 ميلاً في الساعة في 11.2 ثانية. وكان معامل السحب الجوي (Cd) يبلغ 0.3.
مع الأداء السلس والتصميم الفريد، كانت “بيجو 605” تمثل محاولة قوية من قبل بيجو لاستعادة مكانتها في فئة السيارات التنفيذية. ورغم أنها لم تحقق النجاح المطلوب في مجال المحركات، إلا أنها تظل قطعة فريدة في تاريخ العلامة التجارية الفرنسية.