سنيرجي: تشكيلية فنية عربية تجمع العالم بلغة الإبداع

في عالم فنون التشكيل، تتألق المشهد الفني السعودي بتشكيليته الفريدة التي تحمل في طياتها تجربة فنية فريدة ومثيرة. تترأس هذه التشكيلية الرائدة شخصية فنية استثنائية، الفنانة عالية الدقس، التي أسست مجموعة “سنيرجي”، وهي تجمع فنانات تشكيليات من 36 دولة حول العالم، وتكون بذلك رائدة في مفهوم الجمع بين التنوع الثقافي والفن.

“سنيرجي”، الذي يعني اندماج الحضارات باللغة العربية، يتبنى رؤية فريدة من نوعها، إذ يعتبر التلاقح الثقافي والفني وسيلة لتحقيق التواصل وتنقية الأجواء من المتاعب والتحديات. يتجسد هذا المفهوم في تواجد 46 فنانة تشكيلية، نساء يمثلن مختلف الثقافات والأصول، وهن يشكلن أول مجموعة فنية نسائية عربية تجمع تحت راية الإبداع.

تشدد عالية الدقس على أن نجاح المجموعة يتجاوز حدود اللغة والعرق والدين والجنسية، مظهرة فخرها بتحقيق نجاحات مستمرة على مدى خمس سنوات. تقدم الفنانات تحت مظلة “الفن التشكيلي” رسالة تعزز قيم المحبة والسلام والتعايش، مسهمات في إيجاد فضاء ثقافي يسهم في بناء مستقبل أفضل للأطفال بعيدًا عن الهموم والاكتئاب.

تبرز لوحات المجموعة في معارض فنية داخل وخارج العالم العربي، حيث تجسد التنوع الفني وتترك انطباعاً إيجابياً على مختلف الأطياف الثقافية. الفنانات يحملن في لوحاتهن رسائل تتجاوز حدود الكلمات، تعبر عن تواصلهن الفني وتربط بين البشر بغض النظر عن اختلافاتهم.

وتؤكد عالية الدقس أن الفن يجتمع تحت لوحة “سنيرجي” بلغة الحب، حيث يتخذ الجمهور العربي من الفنانات المشاركات نقطة اتصال لفهم فنون غير عربية، وفي بعض الأحيان يكون العكس صحيحًا، حيث يشارك الجمهور العالمي في تفسير أسرار اللوحات. يتبادل الحضور الابتسامات والتحايا بلغات متعددة، وفي هذه اللحظات تنطق اللوحات بلغة الأصباغ وترد بحور الألوان، ترسم لوحة فنية تجسد التنوع والتواصل الثقافي في عالم فنون التشكيل.

تمثل تشكيلية “سنيرجي” ليست مجرد تجمع فني، بل هي منصة فريدة تتخذ من الفن التشكيلي وسيلة لتحقيق الاندماج الثقافي والتواصل البناء بين الشعوب. رؤية الفنانة عالية الدقس تتجاوز حدود اللوحة الفنية، إذ تسعى لتشكيل مجتمع فني يجمع بين الإبداع والتنوع الثقافي، مؤكدة على أهمية دور الفن في تجاوز التحديات الثقافية والاجتماعية.

تعتبر “سنيرجي” أيضاً واجهة للفنانات التشكيليات، حيث يتاح لهن الفرصة لتقديم أعمالهن في معارض دولية ووطنية، مما يسهم في رفع مستوى الوعي الفني والتقدير للفن التشكيلي في العالم العربي. يتمتع الفريق بتأثير إيجابي على المشهد الفني، حيث يعكس التفاعل الإيجابي من الجمهور تأثيرهم الفني والثقافي.

تشير عالية الدقس إلى أن الاختلافات في الديانات والألوان واللغات بين أعضاء الفريق تمثل تحديًا إيجابيًا يتم التغلب عليه، حيث يتشكل التنوع كمكون أساسي للوحاتهن المتنوعة والملهمة. يبرز هذا التنوع الثقافي في أعمالهن يدعم فهمًا أعمق لقيم الحوار والتعايش بين الثقافات.

المشروع يسهم أيضا في دعم الفنانات وتوفير منصة للتعبير الفني، مما يعزز دور المرأة في المشهد الفني العربي ويعكس التفرد والقوة الإبداعية للفنانات التشكيليات.

في ختام القصة الفنية الرائعة لتشكيلية “سنيرجي”، يمكن أن نقول إنها ليست مجرد تجربة فنية، بل هي رحلة إبداعية ملهمة تتخذ من الفن لغة للتواصل عبر الحدود، وتعزز قيم التعايش والاحترام المتبادل في عالم يحتفي بالتنوع والإبداع.