في كتابه الذي يحمل عنوان “سليمان بن ناصر بن سليمان السلومي رحمه الله”، يقدم المؤلف محمد السلومي للقارئ رحلة مذهلة إلى حياة الشخصية المحورية، سليمان بن ناصر بن سليمان السلومي، رحمه الله. يقوم السلومي بتقديم ترجمة مفصلة حول حياة الشخصية الرائدة، الذي لم يكن مشهورًا في الأوساط العامة ولكنه كان ذو أثر كبير في تأسيس الوطن.
تنقل الكتاب بين صفحاته بأسلوب سلس وممتع، يسلط الضوء على الجهود الكبيرة التي بذلها سليمان السلومي، جنباً إلى جنب مع إخوانه من المطوعين. يُسلِّط الضوء على عددهم البالغ حوالي ستمائة مطوع ومرشد ديني، الذين استقروا في مستوطنات تقدر بنحو مائتين واثنتين وعشرين هجرة. يكشف الكتاب عن حجم الجهود المشتركة التي قاموا بها في تأسيس الوطن، وخاصةً في ميدان الوحدة الفكرية، حيث تجلى ذلك في التمسك بالعقيدة السلفية.
المؤلف يتناول بعمق الأثر الكبير الذي كان لهذه الوحدة الفكرية في تشكيل الهوية الوطنية لأراضي الحرمين. ومن خلال ذلك، يظهر كيف أسهمت هذه الهوية في تشكيل الوحدة السياسية للوطن، مسهمةً في تعزيز الوحدة الوطنية. الكتاب يقدم رؤية فريدة حول التطور التاريخي لهذا الوطن، وكيف تجسدت القيم الثقافية والدينية في بنيته الاجتماعية والسياسية.
يمتاز الكتاب بعمق تحليله وغناه بالتفاصيل، مما يجعله مرجعًا مهمًا لفهم السياق التاريخي والثقافي لتأسيس هذا الوطن. يضيء الكتاب على الجوانب الشخصية والجماعية لسليمان السلومي وإخوانه، مما يضفي على القارئ فهمًا أعمق حول الروابط الاجتماعية والدينية التي ساهمت في بناء هذا الوطن العظيم.
في ختام الكتاب، يظهر السلومي بأسلوبه السلس والممتع كفنان أدبي، يجمع بين الروح الفنية والغنى العلمي، ليقدم للقارئ تحفة أدبية تستحق الاهتمام والاستكشاف.