سلوكيات تقيد إنتاجية الموظف

8 سلوكيات خاطئة تحد من إنتاجية الموظف

إنتاجية الموظف في بيئة العمل تُعد من العوامل الرئيسية التي تساهم في نجاح أي منظمة، حيث تمثل القوة المحركة التي تساعد الشركات على تحقيق أهدافها والتفوق في مجالاتها. ولكن، هناك العديد من السلوكيات الخاطئة التي قد يُمارسها الموظفون والتي تضعف من قدرتهم على الإنتاج بشكل فعال، وتؤثر سلبًا على الأداء الفردي والجماعي. تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى انخفاض مستوى الإنتاجية، من بينها العوامل النفسية، والعوامل التنظيمية، وكذلك السلوكيات الفردية التي تتكرر دون وعي. هذا المقال يتناول 8 سلوكيات خاطئة تؤدي إلى تقليل الإنتاجية وتؤثر على بيئة العمل بشكل عام، مع تسليط الضوء على كيفية التغلب عليها.

1. التأجيل المستمر (Procrastination)

التأجيل من أكثر السلوكيات التي تؤثر بشكل كبير على الإنتاجية في بيئة العمل. يشير إلى تأجيل إنجاز المهام حتى اللحظة الأخيرة، مما يؤدي إلى تكدس الأعمال وضغط الوقت. هذا السلوك لا يقتصر على الموظفين الذين يعانون من ضعف التنظيم، بل قد يتكرر حتى عند الموظفين ذوي القدرات العالية عندما يشعرون بالخوف من الفشل أو ضغوطات العمل الزائدة.

في العادة، يُسبب التأجيل التوتر والإجهاد مما يؤثر على جودة العمل ويساهم في تأخير إنجاز المهام، مما ينعكس سلبًا على سير العمل في الفريق والشركة بشكل عام.
من الأثر السلبي لهذا السلوك أن الموظف يبدأ في الشعور بالعجز وعدم القدرة على التعامل مع المهام بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تراجع كبير في الإنتاجية.
من أجل مواجهة هذه المشكلة، يجب على الموظف تحديد أولويات واضحة، وتنظيم وقته بطريقة تضمن إنهاء المهام في الوقت المحدد دون تأجيل.

2. عدم تحديد الأهداف بوضوح

من دون تحديد أهداف واضحة، يصبح الموظف مشتتًا في عمله، ولا يعرف ما الذي عليه تحقيقه في نهاية اليوم. قد يؤدي ذلك إلى العمل دون هدف محدد أو اتجاه واضح، مما يقلل من كفاءة الأداء.

تحديد الأهداف هو عملية ضرورية لقياس الإنتاجية. عندما يفتقر الموظف إلى رؤية واضحة لما يجب إنجازه، فإنه يضيع الكثير من الوقت في المهام غير المهمة، مما يؤثر على نتائج العمل.
من الأفضل للموظف أن يعمل وفق خطة يومية أو أسبوعية تحتوي على أهداف محددة وواقعية، مع تركيز الجهود على المهام الأساسية التي تسهم في تحقيق الأهداف العامة للمؤسسة.

3. تعدد المهام (Multitasking) بشكل مفرط

يظن البعض أن القيام بعدة مهام في وقت واحد يمكن أن يزيد من الإنتاجية، لكن الواقع عكس ذلك تمامًا. تشير الدراسات إلى أن تعدد المهام قد يؤدي إلى تقليل الكفاءة وجودة العمل في كل مهمة على حدة. عندما يقوم الموظف بمهام متعددة في الوقت ذاته، فإنه يتعرض للارتباك وضغط زائد على الدماغ، مما يؤدي إلى فقدان التركيز وتدهور الأداء.

تؤثر هذه العادة بشكل خاص على الموظفين الذين يحتاجون إلى إنجاز مهام معقدة أو تتطلب تركيزًا عاليًا. حتى لو بدا أن الموظف يقوم بالكثير من العمل، فإن الإنتاجية الفعلية تكون منخفضة.
من الأفضل أن يركز الموظف على مهمة واحدة في كل مرة، ويُعطيها الأولوية، ثم ينتقل إلى المهمة التالية بعد الانتهاء منها.

4. إدمان الاجتماعات غير الضرورية

الاجتماعات هي جزء أساسي من بيئة العمل، ولكن كثرتها قد تصبح مصدر إهدار للوقت وركودًا في الإنتاجية. قد يعقد الموظفون اجتماعات بشكل متكرر دون ضرورة حقيقية، مما يؤدي إلى قضاء وقت طويل في مناقشات غير مثمرة أو غير محددة الأهداف.

الوقت الذي يُقضى في اجتماعات غير ضرورية يمكن أن يُستغل في تنفيذ الأعمال الفعلية. ومن خلال تقليل الاجتماعات أو جعلها أكثر تنظيمًا وتركيزًا، يمكن تحسين الإنتاجية بشكل كبير. يُفضل أن تكون الاجتماعات قصيرة ومحددة الموضوع، مع تحديد أدوار واضحة لكل المشاركين.

5. الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي

في العصر الرقمي الحالي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الموظف اليومية. ولكن عندما يتجاوز الموظف الحد المقبول لاستخدام هذه الوسائل، فإن ذلك يؤدي إلى تشتت انتباهه، ويُضاعف من الوقت الذي يُفقد في المهام غير المهمة.

قد يبدو الرد على الرسائل أو تصفح مواقع الإنترنت أمرًا عاديًا، ولكنه يشكل إلهاءً كبيرًا من العمل. في كثير من الأحيان، يفقد الموظف ساعات من العمل بسبب التنقل المستمر بين التطبيقات والمواقع، مما يؤثر سلبًا على الإنتاجية.
للتغلب على هذه العادة، يُنصح بتحديد أوقات معينة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مع وضع ضوابط واضحة للابتعاد عنها خلال ساعات العمل.

6. عدم القدرة على قول “لا”

إن القدرة على تحديد الحدود جزء أساسي من الحفاظ على الإنتاجية. غالبًا ما يقبل الموظف بعض المهام الإضافية من زملائه أو رؤسائه حتى عندما يكون لديه ما يكفي من العمل. هذه القبولات المفرطة تؤدي إلى إرهاق الموظف وتوزيع جهوده على العديد من المهام التي قد لا تكون ذات أولوية.

عندما يطلب منك أحدهم أداء مهمة إضافية، يجب أن تكون قادرًا على تحديد ما إذا كان لديك الوقت والطاقة للقيام بها، وإذا لم يكن الأمر كذلك، يجب أن تتعلم كيف تقول “لا” بشكل محترم. القدرة على رفض المهام غير الضرورية تساعد الموظف على الحفاظ على جودة العمل والتركيز على المهام الأكثر أهمية.

7. الإفراط في التفكير والتخطيط

العديد من الموظفين يُهدرون وقتًا كبيرًا في التفكير المفرط والتخطيط للمستقبل، دون أن يتخذوا خطوات فعلية نحو التنفيذ. هذا السلوك يؤثر على إنتاجيتهم بشكل كبير لأنه يؤدي إلى قضاء الكثير من الوقت في التفكير بدلاً من العمل الفعلي.

رغم أهمية التخطيط، إلا أن الإفراط في التفكير قد يتحول إلى نوع من التسويف. في بعض الأحيان، يجب أن يكون هناك توازن بين التفكير والتنفيذ. يمكن للموظف أن يخطط ليومه، ولكن من المهم البدء في اتخاذ الإجراءات المناسبة بدلاً من الاستمرار في المراجعة والتقييم المستمر.

8. الانغماس في بيئة سلبية

البيئة المحيطة بالموظف تلعب دورًا مهمًا في تعزيز أو تقليص إنتاجيته. إذا كان الموظف يعمل في بيئة مليئة بالتوترات أو السلبية، فإن ذلك يؤثر بشكل مباشر على قدرته على الإنتاج. التوترات الناتجة عن التواصل غير الفعّال، النزاعات، أو المناخ العام السلبي تؤدي إلى انخفاض مستوى التركيز والإبداع.

للتحسين من هذه البيئة، يجب أن يُعمل على بناء ثقافة إيجابية في مكان العمل، وتشجيع التواصل الصحي بين الزملاء، وفتح قنوات الحوار لحل المشكلات بسرعة.

الخلاصة

التحسين من إنتاجية الموظف يتطلب من المؤسسات تقديم الدعم اللازم والتوجيه لتجنب السلوكيات الخاطئة التي تضعف الأداء. مع الاعتراف بأن هذه السلوكيات يمكن أن تكون ناجمة عن ضغوط العمل، أو عادات فردية، أو بيئة العمل غير المثالية، فإنه يمكن للمؤسسات والموظفين اتخاذ خطوات فعالة لتقليل تأثيرها.

الوعي بهذه السلوكيات والعمل على معالجتها يعد خطوة أساسية نحو تحقيق بيئة عمل منتجة وأكثر توازنًا.