6 سلوكات تقف وراء الإصابة بالاضطرابات النفسية
في ظل التطورات الحياتية المعقدة التي نشهدها اليوم، باتت الاضطرابات النفسية من أكثر المشاكل التي يعاني منها الناس على مستوى العالم. تتنوع أسباب الاضطرابات النفسية وتختلف من شخص لآخر، لكن هنالك بعض السلوكيات التي تلعب دوراً مهماً في دفع الفرد نحو الإصابة بهذه الاضطرابات. في هذا المقال، سنستعرض ستة سلوكات رئيسية يمكن أن تكون مسؤولة عن تطور الاضطرابات النفسية لدى الأفراد.
1. التفكير السلبي والمستمر (الانشغال الذهني بالمشاكل)
يعد التفكير السلبي من أبرز العوامل التي تؤدي إلى الاضطرابات النفسية. فالأشخاص الذين يميلون إلى التفكير السلبي والمستمر حول أنفسهم أو حياتهم أو مستقبلهم هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق. يعزز التفكير السلبي حالة من التشاؤم المستمر، ويؤدي إلى تفسير كل حادثة أو موقف بطريقة سلبية، مما يزيد من الشعور بعدم الجدوى أو اليأس. بالإضافة إلى ذلك، تتسبب هذه الأفكار السلبية في تعزيز مستويات التوتر والضغط النفسي، مما يعزز من احتمالية ظهور اضطرابات مثل اضطراب القلق العام.
2. الانعزال الاجتماعي والتجنب
التفاعلات الاجتماعية تلعب دوراً مهماً في صحة الفرد النفسية. العزلة الاجتماعية، سواء كانت اختيارية أو بسبب ظروف قاهرة، تساهم بشكل كبير في تطور العديد من الاضطرابات النفسية. حينما يبتعد الأفراد عن التفاعل مع الآخرين ويعزلون أنفسهم، يفقدون فرص الدعم العاطفي والنفسي. هذه العزلة تساهم في الشعور بالوحدة، الذي يعد من العوامل الرئيسية التي ترفع من احتمالية الإصابة بالاكتئاب والقلق. الأشخاص الذين يتجنبون المواقف الاجتماعية بسبب الخوف من الفشل أو القلق الاجتماعي يواجهون صعوبة في التغلب على مشاعر العزلة، مما يزيد من تفاقم حالتهم النفسية.
3. التسويف والمماطلة
تعتبر عادة التسويف أو المماطلة في أداء المهام اليومية من السلوكيات التي تؤدي إلى تراكم الضغوط النفسية. الأفراد الذين يميلون إلى تأجيل واجباتهم أو تأخير المسؤوليات قد يجدون أنفسهم في دوامة من الضغوط المتزايدة التي يصعب التعامل معها في وقت لاحق. تراكم هذه الضغوط يؤدي إلى قلق مستمر ويزيد من مستويات التوتر، مما يمكن أن يعزز من احتمال الإصابة باضطرابات مثل اضطراب القلق العام أو الاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي التسويف إلى شعور بالفشل والإحباط عند الشخص، مما يعزز مشاعر العجز والذنب.
4. الاعتماد المفرط على الآخرين في تحديد الذات
الأفراد الذين يعانون من ضعف في تقدير الذات قد يتجهون إلى الاعتماد المفرط على الآخرين لتحديد قيمتهم أو شعورهم بالرضا. هذه السلوكيات قد تؤدي إلى الشعور بالضغط المستمر للتماشي مع توقعات الآخرين أو إرضائهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم القدرة على اتخاذ قرارات مستقلة وعدم الشعور بالقوة الداخلية قد يؤدي إلى القلق المستمر من فقدان رضا الآخرين، مما يزيد من التوتر والضغط النفسي. هذا النوع من الاعتماد يعيق الفرد عن بناء شخصيته المستقلة ويزيد من تعرضه للاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب.
5. الانغماس المفرط في التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي
في عصرنا الحديث، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. لكن الاستخدام المفرط لهذه الوسائل يمكن أن يكون له آثار سلبية كبيرة على الصحة النفسية. الانغماس المستمر في حياة الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى مشاعر العجز أو المقارنة السلبية. الشعور الدائم بعدم التوافق مع الآخرين أو الإحساس بعدم الكفاءة نتيجة لمقارنة حياتنا بحياة الآخرين على الإنترنت يمكن أن يعزز من شعورنا بعدم الرضا. هذه الأنماط من السلوكيات تزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب والقلق الاجتماعي.
6. الافتقار إلى أساليب التعامل مع الضغوط
واحدة من السلوكيات الأكثر تأثيراً في الصحة النفسية هي عدم وجود مهارات مناسبة للتعامل مع الضغوط الحياتية. الحياة اليومية مليئة بالتحديات والمشاكل التي تستدعي القدرة على التكيف مع المواقف الصعبة. الأفراد الذين يفتقرون إلى استراتيجيات فعالة للتعامل مع التوتر والضغوط النفسية غالباً ما يواجهون صعوبة في إدارة مشاعرهم، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب. على العكس، الأفراد الذين يمتلكون مهارات جيدة في التعامل مع الضغوط، مثل ممارسة الرياضة أو التأمل أو اللجوء إلى الدعم الاجتماعي، يتمتعون بصحة نفسية أفضل.
خلاصة
الاضطرابات النفسية هي نتيجة تراكمات مختلفة من العوامل البيئية، الوراثية، والسلوكية. السلوكيات التي ذكرناها في هذا المقال تعد من العوامل التي تساهم بشكل كبير في الإصابة بالعديد من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق. إن الفهم العميق لهذه السلوكيات والبحث عن حلول للتغلب عليها يعد خطوة أولى نحو الحفاظ على صحة نفسية جيدة. لذلك، من المهم أن يحرص الأفراد على تطوير مهاراتهم النفسية والاجتماعية والتفاعل بشكل إيجابي مع تحديات الحياة لتحسين نوعية حياتهم النفسية والبدنية.