سلوكيات الأطفال الخاطئة وعلاجها

أشهر سلوكيات الأطفال الخاطئة وطرق علاجها

يعد فهم سلوكيات الأطفال وأسبابها من أهم الجوانب التي يجب أن يتعامل معها الأهل والمربون بحذر، إذ أن سلوك الطفل يعكس العديد من العوامل البيئية والنفسية والاجتماعية التي تؤثر عليه بشكل كبير. قد تظهر سلوكيات خاطئة عند الأطفال في مراحل مختلفة من حياتهم، وللأسف قد لا يدرك الأهل الطريقة المثلى للتعامل مع هذه السلوكيات مما يزيد من تفاقم المشكلة. في هذا المقال، سنتناول أبرز السلوكيات الخاطئة التي قد تظهر على الأطفال، وكيفية معالجتها بأساليب تربوية فعّالة.

1. العدوانية والعنف

تعد العدوانية من أكثر السلوكيات الخاطئة التي قد تظهر على الأطفال، ويمكن أن تتجلى في ضرب الآخرين أو تكسير الأشياء أو حتى استخدام كلمات جارحة. تظهر العدوانية في الغالب نتيجة لعدة عوامل مثل اضطرابات عاطفية أو تأثيرات سلبية من البيئة المحيطة بالطفل، مثل العنف الأسري أو مشاهدة مشاهد عنيفة في وسائل الإعلام.

طرق علاج العدوانية:

• الحديث مع الطفل: يجب أن يتم التحدث مع الطفل بشكل هادئ لشرح مدى خطورة السلوك العدواني وتأثيره على الآخرين.

• توجيهه نحو التعبير عن مشاعره: من المهم تعليم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره بطريقة مناسبة دون اللجوء إلى العنف.

• تعزيز السلوكيات الإيجابية: يمكن تعزيز السلوك الإيجابي من خلال مكافأة الطفل عندما يتصرف بشكل هادئ أو يساعد الآخرين.

• توفير بيئة هادئة وآمنة: توفير بيئة خالية من العنف والصراعات يعزز من شعور الطفل بالأمان ويقلل من السلوكيات العدوانية.

2. الكذب

يعتبر الكذب من السلوكيات التي قد تظهر عند الأطفال في مراحل معينة من عمرهم، وهو سلوك يعكس إما محاولة للتهرب من العقاب أو محاكاة للبالغين الذين قد يتبعون نفس السلوك. يتعامل العديد من الأطفال مع الكذب في محاولاتهم للتملص من المسؤولية أو الحصول على مزيد من الاهتمام.

طرق علاج الكذب:

• الحديث عن قيمة الصدق: يجب على الأهل تعليم الأطفال أهمية الصدق وأنه أمر يساهم في بناء الثقة ويجعلهم أشخاصاً محترمين.

• تشجيعهم على الاعتراف بالخطأ: يمكن أن يكون تشجيع الأطفال على الاعتراف بأخطائهم بطريقة غير قاسية عاملاً مهماً في تقليل الكذب.

• مكافأة الصدق: من المهم مكافأة الطفل عندما يظهر صدقاً، حتى لو كان ذلك صعباً أو محرجاً له.

• تفهم الأسباب: يجب على الأهل أن يحاولوا فهم الدوافع وراء الكذب، ومعالجتها بشكل فعال.

3. التأخر في الاستجابة للمطالب

يشكو العديد من الآباء من تأخر أطفالهم في الاستجابة للأوامر أو التعليمات، ما قد يسبب الكثير من الإحباط. قد يكون هذا السلوك ناتجاً عن قلة التنظيم أو عدم الفهم الكافي لما يتوقعه الأهل من الطفل.

طرق علاج التأخر في الاستجابة:

• وضع روتين يومي: من خلال وضع روتين يومي للطفل يساعد على تعليمه كيفية تنظيم وقته والاستجابة بشكل أسرع.

• الوضوح في الأوامر: من المهم أن تكون الأوامر واضحة ومباشرة بحيث يستطيع الطفل فهم ما يُتوقع منه.

• التأكيد على العواقب: يجب توضيح العواقب المترتبة على عدم الاستجابة للأوامر بشكل مبكر.

• التحفيز الإيجابي: يجب مكافأة الطفل عندما يلتزم بتعليمات وطلبات الأهل في الوقت المحدد.

4. التمرد والعناد

يظهر التمرد والعناد عادة في مرحلة ما قبل المراهقة أو في فترات النمو العاطفي والذهني. يعبر الأطفال عن تمردهم عندما يشعرون بعدم الرغبة في الامتثال للقواعد أو التوجيهات التي يقدمها الكبار.

طرق علاج التمرد والعناد:

• تحفيز الحوار المفتوح: من خلال خلق بيئة حوارية حيث يشعر الطفل بالراحة للتعبير عن رأيه، يمكن تقليل سلوك التمرد.

• تقديم الخيارات: من خلال إعطاء الطفل بعض الخيارات بدلاً من فرض الأوامر عليه، يمكن للطفل أن يشعر بأنه مسيطر على بعض الأمور في حياته.

• التأكد من وجود حدود واضحة: رغم تقديم الخيارات، يجب أن تكون الحدود واضحة وغير قابلة للتفاوض في أمور معينة.

• الابتعاد عن الصراخ: التعامل مع التمرد بهدوء وبدون صراخ يعزز من فهم الطفل للموقف ويساعد على تقليل ردود الفعل السلبية.

5. عدم الالتزام بالقواعد

من السلوكيات الشائعة التي يعاني منها العديد من الآباء هي عدم التزام الأطفال بالقواعد، مثل ترك الألعاب في أماكن غير مرتبة أو عدم إتمام الواجبات الدراسية. عدم الالتزام بالقواعد قد يكون ناتجاً عن عدم وضوح القواعد أو نقص في التحفيز.

طرق علاج عدم الالتزام بالقواعد:

• وضع قواعد واضحة: يجب على الأهل وضع قواعد محددة للطفل، وتوضيح العواقب المترتبة على عدم الالتزام بها.

• استخدام المكافآت: تعزيز السلوكيات الجيدة باستخدام المكافآت يمكن أن يكون دافعاً للطفل للالتزام بالقواعد.

• القدوة الحسنة: يجب على الأهل أن يكونوا قدوة حسنة في الالتزام بالقواعد، لأن الأطفال يتعلمون بالكثير من المحاكاة.

• التوجيه المستمر: من المهم توجيه الطفل باستمرار لتذكيره بالقواعد وتعليمه كيفية الالتزام بها.

6. القلق والخوف المبالغ فيه

الخوف والقلق من الأمور التي قد يعاني منها الأطفال بسبب عوامل متعددة مثل الخوف من الظلام أو الغرباء أو حتى الخوف من الفشل في المدرسة. هذا الخوف قد يعيق حياة الطفل اليومية ويؤثر على سلوكه.

طرق علاج القلق والخوف:

• تعليم الطفل كيفية التعامل مع الخوف: من خلال التحدث مع الطفل عن مخاوفه وتشجيعه على مواجهتها بشكل تدريجي.

• الطمأنة والدعم العاطفي: يجب على الأهل توفير بيئة آمنة وداعمة للطفل، مما يساعده على التغلب على مخاوفه.

• التعرض التدريجي للمواقف المقلقة: مساعدة الطفل على مواجهة مخاوفه بشكل تدريجي قد يساعد في تقليل تأثيرها عليه.

• الاسترخاء وتقنيات التنفس: يمكن تعليم الطفل تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق لمساعدته على التعامل مع مشاعره.

7. الأنانية وعدم المشاركة

الأنانية تعد من السلوكيات التي تظهر عند الأطفال في مراحل مبكرة، حيث يفضلون الاحتفاظ بكل شيء لأنفسهم ولا يحبون مشاركة ألعابهم أو ممتلكاتهم مع الآخرين.

طرق علاج الأنانية:

• تعليم قيمة المشاركة: من خلال تعليم الأطفال كيف أن المشاركة يمكن أن تعزز علاقاتهم بالآخرين وتساعدهم على بناء صداقات.

• تعزيز السلوكيات الإيجابية: من خلال مكافأة الطفل عندما يشارك ألعابه مع الآخرين أو يساعد أصدقائه في حل مشاكلهم.

• النموذج الجيد: يجب أن يتصرف الأهل بطريقة تشجع على المشاركة، لأن الأطفال يتعلمون بالقدوة.

8. التعلق الزائد بالأم أو الأب

يتعلق بعض الأطفال بأحد الوالدين بشكل مفرط لدرجة أنهم يشعرون بالقلق الشديد عند الابتعاد عنهم. هذا التعلق الزائد قد يظهر في مراحل عمرية مختلفة ويمكن أن يصبح عائقاً في تطوير مهارات الطفل الاجتماعية.

طرق علاج التعلق الزائد:

• تدريب الطفل على الاستقلالية: من خلال تشجيع الطفل على القيام بأنشطة مستقلة، مثل اللعب بمفرده أو الذهاب إلى المدرسة دون خوف.

• تعزيز الثقة: من خلال طمأنة الطفل بأن الأهل سيكونون دائماً بجانبه، ولكن يجب أن يتعلم كيف يعتمد على نفسه.

• التدرج في الفراق: يمكن البدء بتقليل فترات التواجد مع الطفل تدريجياً، حتى يتعلم كيف يكون مستقلاً.