في فترة السنوات بين 1929 و1933، قدمت شركة سكودا سيارتها الرائعة والفاخرة SKODA 860، وهي سيارة فاخرة تمثلت في قمة تصميمها وتكنولوجياها لتلك الحقبة. كانت السيارة مصممة خصيصًا للرجال الأعمال الثريين والمؤسسات الحكومية، حيث كانت تعد أكبر وأغلى سيارة منتجة من قبل الشركة في تلك الفترة.
تتميز SKODA 860 بشكلها الفريد والراقي، وكانت تنتمي إلى فئة السيارات الفاخرة في الفئة العليا (Upper Premium). وقد قامت الشركة بتصميم هذا الطراز بأسلوب مبتكر، حيث حاولت سكودا الابتعاد عن المنافسة التقليدية وتحسين منتجاتها من خلال شراكات مع العلامات التجارية الشهيرة مثل Hispano-Suiza.
تمثل SKODA 860 نقطة تحول في مجال صناعة السيارات في وسط وشرق أوروبا، حيث كانت سكودا تسعى لتحدي السوق الأوروبية الرئيسية بمفردها. وقد قدمت الشركة السيارة بتصميمين مختلفين، إما كسيدان مغلق أو ككابريوليه.
في الجزء الأمامي من السيارة، تميزت SKODA 860 بحماية قوية من الصلب، وتم تثبيت المبرد ومحرك السيارة فوق المحور الأمامي. وكان لديها غطاء محرك طويل بشكل غير عادي لتلبية احتياجات المحرك ذو الثمانية أسطوانات بسعة 3.9 لتر. وقد تم دمج اثنين من محركات الأسطوانات الأربع مما أسفر عن محرك بقوة 60 حصانًا، مما كان كافيًا لدفع السيارة الضخمة إلى سرعة قصوى تبلغ 110 كيلومترًا في الساعة.
فيما يتعلق بالداخلية، كانت نسخة السيدان مجهزة بجدار يفصل بين السائق ومقاعد الخلف، وكانت مزودة بنظام اتصال داخلي. وتم تثبيت مقعد في الخلف مع زوج من المقاعد القابلة للطي والتخزين. وعند عدم استخدامها، كانت مساحة ركاب الخلف تتمتع بمساحة للساق لا مثيل لها.
تتميز السيارة بأداءها الرائع، حيث تم دمج محرك سكودا بسعة 3.9 لتر ذو ثمانية أسطوانات بنظام الكربيتور وناقل حركة يدوي بثلاث سرعات بالإضافة إلى الريفيرس. وقدمت السيارة تجربة قيادة فائقة الراحة والأداء.
مع كل هذه السمات الفريدة والتصميم الاستثنائي، أصبحت SKODA 860 رمزًا للتفرد والرفاهية في عالم السيارات خلال تلك الفترة الزمنية. وتظل هذه السيارة جزءًا مهمًا من تاريخ صناعة السيارات، حيث قدمت سكودا تجربة فريدة لعشاق السيارات في أوائل الثلاثينيات.