سكك حديدية مظفرة: تاريخ النقل في أمريكا

“سكك حديدية مظفرة: النمو، والرفض، والبعث من جديد لقوة أمريكية حيوية”، للمؤلف ألبرو مارتن، يعرض لنا رحلة تاريخية مثيرة حول وسائل النقل بالسكك الحديدية في أمريكا، انطلاقًا من عام 1789 عندما اجتمع الكونجرس الأول في مدينة نيويورك. في تلك الفترة، كان أعضاء الكونجرس يسافرون إلى العاصمة تمامًا كما كان السيناتور الروماني قد سافر إلى روما قبل ألفي عام، عبر الخيل، بسرعة لا تتجاوز خمسة أميال في الساعة. على الرغم من تحسن السفر البحري بشكل كبير منذ عهد قيصر، إلا أن السفر البري كان لا يزال بطيئًا ومؤلمًا ومكلفًا لدرجة أن معظم الأمريكيين عاشوا مشدودين تمامًا إلى موقعهم، حيث لم يستقر سوى القليل من الناس على بُعد أكثر من مئة ميلاً عن المحيط (وكان مجموع نسبة السكان الذين عاشوا غرب الأبالاش تشكل نسبة ضئيلة تبلغ مجرد اثنين في المئة).

وفي هذا السياق، كانت أمريكا تمثل بالفعل شريطًا رفيعًا من الأرض على الساحل، ولم يكن حتى ظهور السكك الحديدية بالبخار سيكون بإمكان أمتنا أن تمتد عبر الإقليم الداخلي الواسع. في “سكك حديدية مظفرة”، يقدم ألبرو مارتن تاريخًا مثيرًا لوسائل النقل بالسكك الحديدية في أمريكا، تتجاوز بشكل كبير السرد الرومانسي النمطي للقطارات ليمنح القراء إحساسًا حقيقيًا بأهمية السكك الحديدية لبلدنا. يُرى أن السكك الحديدية، كما يؤكد مارتن، كانت “الابتكار الأساسي في حياة المواد الأمريكية”. إذ كان بإمكانها الذهاب إلى أي مكان يمكن وضع القضبان فيه – وهكذا، لأول مرة، كان بإمكان المزارع والصناعات والمدن أن تترك المجرى الطبيعي للمياه وتتواجد في أي مكان. (كما يشير مارتن، خلقت السكك الحديدية أمريكا الصغيرة بنفس الطريقة التي خلقت بها السيارة الضواحي). كانت السكك الحديدية هي أول صناعة رئيسية لدينا، وسمحت أو دعمت نمو كل الصناعات الأخرى، بينها الفحم والصلب وطحن الدقيق والزراعة التجارية. أسست لمدن رئيسية مثل شيكاغو، وكان لها تأثير دائم على تصميم المدن. وعملت بالتعاون مع صناعة البرق لتحويل الاتصالات. في الواقع، كانت السكك الحديدية هي وكالة ناسا في القرن التاسع عشر، جاذبة لأفضل عقول التمويل والهندسة والقانون.

ومع ذلك، لا يقوم مارتن بتصنيف عظمة الماضي للسكك الحديدية فقط. في ختامه مع الحلقات التي أدت أولاً إلى التنظيم الحكومي المدمر، وبعد ذلك إلى التشريعات التي أعادت الحياة إلى السكك الحديدية والبعث المظفر للوسيلة الأساسية لنقل البضائع من مكان إلى آخر، يقدم “سكك حديدية مظفرة” الدفاع العاطفي عن أهميتها المستمرة للحياة الاقتصادية الأمريكية. إنه كتاب يعتمد على حب مارتن الذي استمر طوال حياته للسكك الحديدية، مليء بوصفات حية للمحطات الكلاسيكية، والفنادق الفخمة في شيكاغو، ومؤسسي السكك الحديد الكبار، والخطوط الشهيرة. يضيء هذا التاريخ الفكري والملون بدوره على تأثير السكك الحديدية على حياتنا.”