سكايلا (Skyla) كوسيلة لمنع الحمل: نظرة شاملة على الفوائد والآثار الجانبية
تُعد سكايلا (Skyla) من وسائل منع الحمل التي تم تطويرها بهدف توفير خيار طويل الأمد وآمن للنساء اللواتي يرغبن في تجنب الحمل، دون الحاجة للتفكير في الحبوب اليومية أو وسائل منع الحمل الأخرى التي تتطلب تذكّر مستمر. لكن، كما هو الحال مع جميع الأدوية والعلاجات الطبية، قد تختلف تجربة كل شخص عند استخدام هذه الوسيلة حسب الاستجابة الفردية والظروف الصحية الخاصة. في هذا المقال، سنستعرض المعلومات المتعلقة بـ سكايلا من حيث الاستخدام، الفعالية، الآثار الجانبية المحتملة، والتجارب الشخصية للمرضى الذين استخدموه.
1. ما هو سكايلا (Skyla)؟
سكايلا هو جهاز داخل الرحم (IUD) يحتوي على هرمون ليفونورجيستريل (Levonorgestrel)، الذي يُفرَز بشكل تدريجي داخل الرحم لمنع الحمل. يتم تركيب هذا الجهاز بواسطة الطبيب في رحم المرأة، ويُعد من وسائل منع الحمل طويلة الأمد، حيث يمكن أن يبقى في الرحم لمدة تصل إلى 3 سنوات. يعمل سكايلا من خلال إفراز الهرمون الذي يُقلل من سمك بطانة الرحم ويمنع حدوث الإباضة، وبالتالي يمنع الحمل.
يُعد سكايلا خيارًا مفضلًا للنساء اللواتي لا يرغبن في تناول الحبوب يوميًا أو اللواتي يفضلن وسيلة طويلة الأمد غير دائمة.
2. كيف يعمل سكايلا في منع الحمل؟
يعمل سكايلا على منع الحمل من خلال ثلاثة آليات رئيسية:
- تثخين المخاط في عنق الرحم: يساعد هذا على منع وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة.
- تقليل سمك بطانة الرحم: ما يجعل من الصعب على البويضة المخصبة أن تنغرس في الرحم.
- تقليل أو منع الإباضة: في بعض الحالات، قد يمنع سكايلا الإباضة تمامًا، مما يعني أن المبيضين لا يُنتجان بويضات يمكن تخصيبها.
3. فعالية سكايلا في منع الحمل
يُعتبر سكايلا من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، حيث تشير الدراسات إلى أن نسبة نجاحه في منع الحمل تتجاوز الـ 99%. بالمقارنة مع وسائل منع الحمل الأخرى مثل الحبوب أو اللصقات، فإن سكايلا يتمتع بمعدل فشل أقل بكثير لأنه لا يعتمد على تذكّر الجرعات اليومية.
4. الآثار الجانبية المحتملة لسكايلا
على الرغم من فعالية سكايلا في منع الحمل، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية التي قد يعاني منها البعض أثناء استخدامه. يختلف تأثير سكايلا من امرأة لأخرى، وقد يعاني البعض من آثار جانبية مؤقتة قد تختفي مع مرور الوقت، في حين قد يشعر آخرون بآثار أكثر استمرارًا. بعض الآثار الجانبية الشائعة التي يمكن أن تحدث مع سكايلا تشمل:
- النزيف والآلام: العديد من النساء يعانين من النزيف الخفيف أو التبقع خلال الأشهر الأولى من الاستخدام. قد تحدث أيضًا آلام خفيفة إلى متوسطة في أسفل البطن.
- تغيرات في الدورة الشهرية: يمكن أن يحدث تغييرات في الدورة الشهرية مثل الغياب التام للدورة الشهرية أو حدوث نزيف غير منتظم.
- الآثار النفسية: مثل الاكتئاب أو تقلبات المزاج، كما تشير بعض التقارير إلى أن استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية قد يؤدي إلى شعور بالحزن أو القلق.
- تكوين أكياس المبيض: على الرغم من أنها نادرة، فإن تكوين أكياس صغيرة على المبيض يمكن أن يحدث.
- فقدان الوزن أو زيادته: قد يشعر بعض النساء بتغيرات في وزنهن أثناء استخدام سكايلا.
5. تجربة المرضى مع سكايلا: مراجعة مفصلة
أحد المراجعات الشهيرة من إحدى المرضى التي استخدمت سكايلا لفترة طويلة، تقول: “لقد استخدمت سكايلا لمدة خمسة أشهر ولدي مشاعر مختلطة بشأنه. كانت عملية الإدخال ليست بالشيء الكبير (غير مريحة ولكنها قابلة للتحمل)، لكن المشاكل بدأت عندما ظهرت الآثار الجانبية. في البداية، كنت أعاني من نزيف يومي لمدة شهرين متتاليين مع آلام شديدة في البطن. بعد ذلك، أصبح النزيف أقل لكنني ما زلت أعاني من تَبَقُّع. كما لاحظت تقلبات مزاجية وشعورًا بالحزن أكثر من المعتاد، ولم أكن أتعرض لهذه المشاعر عادةً. بعد ذلك، فقدت حوالي 15 رطلاً ووجدت أنني أصبت بكيس مبيضي لأول مرة. مع ذلك، رغم هذه الآثار، أنا أفكر في الاحتفاظ به لأنه لا يتطلب تذكّر حبوب يومية.”
هذه المراجعة تعكس تجربة بعض النساء مع سكايلا، حيث أن معظمهن يجدن عملية التركيب غير مؤلمة بشكل مفرط، لكن الآثار الجانبية مثل النزيف المستمر وتقلبات المزاج قد تكون مزعجة للبعض. على الرغم من ذلك، يُعتبر سكايلا خيارًا جيدًا للكثير من النساء اللواتي يفضلن تجنب تناول الحبوب اليومية أو اللواتي يبحثن عن وسيلة طويلة الأمد وفعّالة لمنع الحمل.
6. متى يتم استخدام سكايلا؟
يُوصى باستخدام سكايلا كوسيلة لمنع الحمل للنساء في سن الإنجاب اللواتي لا يخططن للحمل في المستقبل القريب أو اللواتي لا يفضلن وسائل منع الحمل اليومية. يعتبر سكايلا مناسبًا للنساء اللواتي يردن وسيلة طويلة الأمد وفعّالة لمنع الحمل، بالإضافة إلى النساء اللواتي يعانين من مشاكل صحية قد تجعلهن غير قادرات على استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية الأخرى.
7. متى لا يُنصح باستخدام سكايلا؟
على الرغم من فعالية سكايلا، هناك بعض الحالات التي يُنصح فيها بتجنب استخدامه. يُعتبر سكايلا غير مناسب للنساء اللواتي:
- لديهن تاريخ من الإصابة بسرطان الثدي.
- تعانين من مشاكل في الرحم مثل الأورام الليفية الكبيرة أو التهاب الحوض.
- يعانين من نزيف مهبلي غير مفسر.
- يعانين من عدوى مهبلية أو التهابات في الرحم.
8. الترخيص والموافقة على سكايلا
تمت الموافقة على سكايلا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 25 يناير 2016. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا الجهاز من أكثر الوسائل المعتمدة والمتاحة لمنع الحمل في العديد من الدول. يُعتبر سكايلا أحد الخيارات الأكثر أمانًا وفعالية، ويُوصى به من قبل العديد من الأطباء والمختصين في مجال الرعاية الصحية.
9. الختام: هل سكايلا هو الخيار الصحيح لك؟
في النهاية، يُعد سكايلا خيارًا ممتازًا للنساء اللواتي يبحثن عن وسيلة فعّالة وطويلة الأمد لمنع الحمل. مع ذلك، من المهم أن تكون النساء على دراية بالآثار الجانبية المحتملة مثل التغيرات في الدورة الشهرية والمزاج. يختلف تأثير سكايلا من امرأة لأخرى، ويجب على أي امرأة تفكر في استخدامه أن تتشاور مع طبيبها حول المخاطر والفوائد المحتملة لهذه الوسيلة.
على الرغم من أن بعض النساء قد يعانين من آثار جانبية مزعجة، إلا أن فعاليته العالية في منع الحمل تجعله خيارًا مفضلًا للكثيرين.