الليفونورجيستريل هو نوع من الهرمونات الاصطناعية المستخدمة بشكل رئيسي في وسائل منع الحمل، ويُعرف تجاريًا بعدة أسماء مثل “سكايلا” الذي يُعتبر أحد أكثر أشكال اللولب الشائعة في بعض البلدان. يتميز اللولب الذي يحتوي على هذا الهرمون بكونه وسيلة فعالة جدًا لمنع الحمل، حيث يُمكن أن تستمر فعاليته لفترة تصل إلى 3 سنوات في حال لم يتم إزالة الجهاز.
يتعرض العديد من النساء لمواقف متنوعة بعد تركيب اللولب، فبينما تعتبر هذه الوسيلة فعالة، إلا أن البعض قد يواجه بعض الآثار الجانبية والمضاعفات الطارئة، كما تروي إحدى النساء التي خضعت لتركيب جهاز سكايلا مؤخرًا. تصف المريضة تجربتها بأنها كانت مليئة بالمشاعر المختلطة من الألم والقلق، حيث تبدأ الحكاية من فترة ما بعد عملية الإدخال. تقول: “لقد قمت بتركيب سكايلا قبل شهرين، وكانت عملية الإدخال مؤلمة بعض الشيء، ولكنها انتهت بسرعة. كنت أشعر ببعض التقلصات المتوسطة لبضعة أيام، مع بعض النزيف الخفيف.”
في الأسبوع الأول بعد تركيب اللولب، تبدأ الأعراض بالازدياد بشكل ملحوظ، حيث لاحظت المريضة أن الألم أصبح أكثر حدة وترافق مع تقلصات شديدة وآلام حادة. وعندما حاولت المريضة التحقق من خيوط اللولب التي يفترض أن تكون ظاهرة في مكانها داخل المهبل، لم تتمكن من العثور عليها، وهو ما أثار مخاوفها.
تمكنت المريضة من التواصل مع الطبيب الذي أجرى فحصًا للتحقق من مكان اللولب داخل رحمها، ولكن بعد ذلك تبين أن الخيوط لم تكن موجودة، ما دفع المريضة إلى الذهاب إلى الطوارئ حيث خضعت لفحص بالموجات فوق الصوتية (السونار) وأشعة مقطعية (CT)، للتأكد مما إذا كان اللولب لا يزال في مكانه داخل الرحم أم إذا كان قد تحرك خارج الرحم إلى داخل البطن. في هذه الأثناء، تم تركيب أنبوب وريدي للمريضة، وكان ذلك استباقيًا تحسبًا لأي حاجة محتملة لإجراء عملية جراحية.
الطبيبة المختصة أشارت إلى أنها قد شهدت حالات مشابهة من قبل، حيث انتقل اللولب إلى مناطق غير مرغوب فيها، مثل تجويف البطن، مما يتطلب تدخلًا جراحيًا فوريًا. في هذه الحالة، كان القرار يتضمن أخذ الاحتياطات اللازمة لتأمين المريضة في حالة احتياجها إلى جراحة فورية لإزالة اللولب أو لتصحيح أي مضاعفات أخرى قد تنشأ من وجوده في مكان غير طبيعي.
من الناحية الطبية، يعتبر اللولب المحتوي على اليفونورجيستريل وسيلة فعالة جدًا لمنع الحمل، حيث يمتاز بقدرته على توفير الحماية ضد الحمل بنسبة تصل إلى 99%، وهو ما يجعله من الوسائل المفضلة للعديد من النساء. يُعطى اللولب مباشرةً عن طريق الطبيب المعالج، ويتم إدخاله في الرحم ليعمل على تحرير الهرمون ببطء في الجسم، مما يؤدي إلى تغيرات في بطانة الرحم ويجعل من الصعب على البويضة أن تنغرس في الرحم، بالإضافة إلى جعل مخاط عنق الرحم أكثر سمكًا مما يعوق مرور الحيوانات المنوية.
ومع ذلك، مثل العديد من وسائل منع الحمل، لا يخلو اللولب من بعض المخاطر والتحديات. من أبرز تلك المخاطر هو تحرك اللولب عن مكانه أو حدوث ثقب في جدار الرحم أو أي تعقيدات قد تنجم عن تركيب الجهاز. في حالات نادرة، يمكن أن يسبب اللولب تقلصات شديدة أو نزيفًا غير طبيعي، كما قد يعاني بعض النساء من أعراض مثل الصداع، الدوخة، أو التغيرات في الدورة الشهرية.
فيما يتعلق بمراجعات المرضى، تشير تقييمات متعددة إلى أن معظم النساء يجدن أن الفوائد التي يقدمها اللولب تفوق أي آثار جانبية قد يواجهنها. واحدة من المراجعات الأكثر شيوعًا تتضمن الإشارة إلى فعالية الجهاز في منع الحمل، بالإضافة إلى الراحة التي يوفرها للنساء اللواتي لا يرغبن في استخدام وسائل منع الحمل اليومية أو الشهرية.
على الرغم من التقييمات الإيجابية، يمكن لبعض النساء أن يعانين من مشكلات أثناء أو بعد تركيب اللولب. في حالة المريضة التي تم الحديث عنها، يتبين أن جهاز سكايلا قد انتقل من مكانه الطبيعي، وهو ما تطلب إجراء فحوصات مكثفة. لا يخفى على أحد أن مثل هذه الحوادث قد تترك انطباعًا سلبيًا لدى بعض النساء، حيث يمكن أن تؤدي إلى القلق والخوف من حدوث مضاعفات مستقبلية.
من ناحية أخرى، يعزز تقييم فعالية اللولب الذي يحتوي على اليفونورجيستريل من جانب الأطباء والمختصين. يعتبر هذا النوع من اللولب من أكثر الوسائل فعالية في منع الحمل على المدى الطويل، ويعتمد في ذلك على مبدأ الإطلاق المستمر للهرمون الذي يقوم بتعديل البيئة داخل الرحم ليجعل من الصعب حدوث الحمل. بالإضافة إلى ذلك، فإن جهاز سكايلا يعتبر خيارًا ملائمًا للنساء اللواتي لا يرغبن في استخدام وسائل منع الحمل الأخرى مثل الحبوب أو الحقن.
لا يمكن أن ننكر أن الآثار الجانبية المحتملة هي جزء من التحديات التي قد تواجه النساء عند استخدام هذه الوسيلة. يوصي الأطباء دائمًا بضرورة المتابعة المستمرة والتأكد من صحة موقع اللولب داخل الرحم بعد تركيبه. في حالة ظهور أي أعراض غير طبيعية أو حدوث مضاعفات، يجب على النساء التوجه إلى الطبيب فورًا للتقييم والعلاج.
في الختام، يعتبر جهاز سكايلا ذو الفعالية العالية في منع الحمل، لكن يجب على النساء أن يكن على دراية تامة بكل المخاطر والآثار الجانبية التي قد تطرأ على استخدام هذه الوسيلة. ومع المتابعة المستمرة واستشارة الطبيب المختص، يمكن تقليل خطر حدوث مضاعفات والتأكد من نجاح الوسيلة في تحقيق الغرض المطلوب.
قد يكون تكرار الزيارة للطبيب ومراجعة الوضع بشكل منتظم أحد أبرز الخطوات التي تضمن سلامة الاستخدام.