5 خطوات يمكن أن تقوم بها إذا توقفت عن العمل بسبب جائحة كورونا
لقد أحدثت جائحة كورونا (كوفيد-19) تحولات غير مسبوقة في حياة ملايين الأشخاص حول العالم، حيث تسببت في توقف العديد من الأنشطة الاقتصادية وتغير أسلوب الحياة بشكل جذري. من بين التأثيرات الأكثر وضوحاً كانت التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية على الأفراد العاملين، حيث توقفت أعمالهم أو قلّت بشكل كبير. لكن، على الرغم من التحديات الكبرى التي فرضتها هذه الجائحة، فإنها أيضًا أتاحت فرصًا للتأمل وإعادة التفكير في العديد من جوانب الحياة. في هذا المقال، سنستعرض خمس خطوات عملية يمكن أن تساعدك في التكيف مع توقف العمل بسبب جائحة كورونا.
1. إعادة تقييم أولوياتك وتنظيم وقتك بشكل فعال
عندما يتوقف الشخص عن العمل، قد يواجه العديد من التحديات النفسية، مثل القلق من المستقبل أو الشعور بالعجز نتيجة لعدم القدرة على تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية. لكن من جهة أخرى، يمكن أن تكون هذه الفترة فرصة لإعادة تقييم أولوياتك في الحياة.
أول خطوة يجب أن تقوم بها هي تحديد ما هو أكثر أهمية بالنسبة لك في هذه الفترة، سواء كان تحسين مهارات معينة أو الاهتمام بالعائلة أو التركيز على الصحة النفسية والجسدية. يمكن أن تساعد هذه العملية في منحك شعوراً بالسيطرة على حياتك والقدرة على الاستفادة من الوقت الذي لديك. تنظيم الوقت أصبح ضرورة، وبدلاً من أن تظل مشتتًا أو مفقودًا بين الأنشطة غير الضرورية، يمكنك تخصيص فترات زمنية للعمل على أهدافك الشخصية.
إليك بعض الأنشطة التي يمكنك إضافتها إلى روتينك اليومي:
-
تحديد أهداف أسبوعية صغيرة قابلة للتحقيق.
-
تخصيص وقت لممارسة الرياضة أو اليوغا.
-
تحديد أوقات ثابتة للعمل على تعلم مهارة جديدة أو دراسة موضوع يثير اهتمامك.
إعادة تنظيم الوقت بهذا الشكل يمكن أن يمنحك إحساسًا بالإنجاز ويخفف من شعور العجز الناتج عن توقف العمل.
2. تعلم مهارات جديدة أو تحسين المهارات الحالية
في ظل توقف العديد من الوظائف، أصبح من الضروري اكتساب مهارات جديدة لتحسين قابليتك للعمل بعد انتهاء الجائحة. على الرغم من أن هذه الفترة قد تبدو كأنها فترة ضياع، إلا أن الوقت الذي توفره يمكن أن يصبح فرصة ثمينة لتطوير مهاراتك الشخصية والمهنية. يمكنك تعلم مهارات جديدة من خلال الإنترنت، مثل البرمجة، التصميم الجرافيكي، التسويق الرقمي، أو حتى تعلم لغة جديدة.
هناك العديد من المنصات التعليمية التي توفر دورات تدريبية متخصصة، بعضها مجاني والبعض الآخر يتطلب دفع رسوم. من أشهر هذه المنصات:
-
Coursera: دورات تعليمية تقدمها جامعات مرموقة.
-
Udemy: منصة تحتوي على مجموعة واسعة من الدورات المتخصصة في شتى المجالات.
-
LinkedIn Learning: دورات تدريبية مرتبطة بالتطوير المهني والمهارات الشخصية.
تحديد المجالات التي تجد فيها شغفك واهتمامك يمكن أن يساعدك على اختيار المسار الأنسب لك. كما أن تحسين مهاراتك الحالية سيجعلك أكثر قدرة على التكيف مع سوق العمل المتغير في المستقبل.
3. التركيز على الصحة النفسية والجسدية
توقف العمل يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والجسدية. فقد يشعر البعض بالعزلة أو القلق بسبب عدم الاستقرار المالي أو الوظيفي. من هنا تأتي أهمية تخصيص وقت للعناية بالصحة النفسية والجسدية.
على المستوى الجسدي، يمكن ممارسة التمارين الرياضية اليومية التي تعمل على تحسين الصحة العامة وتقوية جهاز المناعة. النشاط البدني لا يساعد فقط في تحسين اللياقة البدنية بل أيضاً في تعزيز الحالة النفسية من خلال إفراز الهرمونات التي تعزز المزاج مثل الأندورفين.
أما على المستوى النفسي، فقد تجد أن هذه الفترة قد تكون مناسبة للاهتمام بالعلاقات الاجتماعية، سواء مع العائلة أو الأصدقاء. لا يعني التوقف عن العمل بالضرورة الانقطاع عن التواصل، بل يمكن استخدام أدوات الاتصال عبر الإنترنت للبقاء على اتصال مع الآخرين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن ممارسة التأمل والتمارين التنفسية لتحسين الصحة النفسية وتخفيف التوتر الناتج عن ضغوط الحياة اليومية.
4. البحث عن فرص جديدة للعمل عن بعد أو ريادة الأعمال
على الرغم من أن العديد من الأعمال قد توقفت بشكل مؤقت، إلا أن هناك العديد من الفرص التي ظهرت نتيجة للجائحة في مجالات العمل عن بعد وريادة الأعمال. مع تحول العديد من الأنشطة التجارية إلى الإنترنت، أصبح هناك طلب متزايد على مجموعة واسعة من المهارات مثل:
-
الكتابة والتحرير.
-
التصميم الجرافيكي.
-
التسويق الرقمي وإدارة وسائل التواصل الاجتماعي.
-
تطوير البرمجيات والتطبيقات.
العمل عن بعد أصبح خياراً شائعاً في العديد من الصناعات. يمكنك البحث عن فرص العمل عن بعد عبر الإنترنت من خلال مواقع متخصصة مثل:
-
Upwork: منصة للعمال المستقلين.
-
Freelancer: موقع يوفر فرص عمل لحسابك الخاص.
-
Fiverr: سوق للعمل الحر يقدم خدمات متنوعة.
إن الدخول في عالم ريادة الأعمال وبدء مشروع خاص بك يمكن أن يكون فرصة أخرى لاستغلال الوقت الضائع. إذا كان لديك فكرة مبتكرة، يمكنك البدء في تطوير مشروعك عبر الإنترنت، سواء كان ذلك عبر إنشاء متجر إلكتروني، أو تقديم خدمات استشارية عبر الإنترنت.
5. التخطيط للمستقبل والتكيف مع التغيرات الاقتصادية
واحدة من أهم الخطوات التي يجب اتخاذها هي التحضير للمستقبل وكيفية التكيف مع التغيرات الاقتصادية الناجمة عن الجائحة. قد تتطلب هذه الفترة منك التفكير بشكل مختلف في كيفية إدارة مواردك المالية، وكيفية التكيف مع الظروف الاقتصادية الجديدة التي قد تؤثر على سوق العمل في المستقبل.
إن إدارة الأموال بحذر خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي يمكن أن يكون مفتاحاً للبقاء في وضع جيد. يمكنك العمل على:
-
تخفيض النفقات غير الضرورية.
-
التفكير في طرق متنوعة لزيادة الدخل.
-
تنويع مصادر الدخل لتقليل الاعتماد على مصدر واحد.
يعد التكيف مع التغيرات الاقتصادية عن طريق التخطيط الجيد أمراً بالغ الأهمية. يُنصح بتطوير استراتيجية مالية طويلة المدى ومرنة لضمان الاستقرار المالي في المستقبل.
الخاتمة
توقف العمل بسبب جائحة كورونا قد يسبب شعورًا بالضياع وعدم الاستقرار، ولكنه يحمل أيضًا فرصًا كبيرة للتطوير الشخصي والمهني. من خلال إعادة تقييم أولوياتك وتنظيم وقتك بشكل فعال، وتعلم مهارات جديدة، والتركيز على صحتك النفسية والجسدية، والبحث عن فرص جديدة للعمل عن بعد أو ريادة الأعمال، بالإضافة إلى التخطيط للمستقبل، يمكنك تحويل هذه الفترة إلى مرحلة من النمو والتطور.
