تُعدّ سلسلة “أسرار نانسي درو” (Nancy Drew Mystery Stories) من السلاسل الأدبية التي لاقت رواجاً واسعاً في أوساط القراء من مختلف الأعمار، وقد ساهمت هذه السلسلة في إثراء الأدب الجنائي الموجه للناشئة بقصص مشوقة تجمع بين الغموض والمغامرة. يُعدّ كتاب “سر مزرعة البوابة الحمراء” (The Secret of Red Gate Farm)، الذي يحمل الرقم السادس ضمن هذه السلسلة، أحد أبرز هذه الأعمال، وقد أتحفتنا كارولين كين، المعروفة بقدرتها الفائقة على نسج خيوط الأحداث في تناغم فني، برواية أخرى تأخذ القارئ في رحلة تحبس الأنفاس في أرجاء مزرعة البوابة الحمراء.
تبدأ القصة عندما تلتقي نانسي وصديقتاها، بيس وجورج، بجوان بيرد خلال رحلة بالقطار تعود بهم إلى الديار. تُعرف جوان الرفيقات الجديدات بوضعها الصعب حيث تعيش في مزرعة البوابة الحمراء مع جدتها، وتواجهان خطر فقدان المزرعة إن لم يتمكنّ من جمع المال الكافي لسداد الرهن. من منطلق الود والرغبة في المساعدة، تقرر نانسي وصديقتاها الإقامة في المزرعة لمدة أسبوع كزبائن مدفوعي الأجر، آملات في إيجاد طريقة لمساعدة جوان وجدتها.
لكن سرعان ما تتكشف أمام الفتيات أحداث غريبة تحيط بمزرعة البوابة الحمراء، إذ يتبين وجود مجموعة من الأشخاص يستأجرون كهفاً في الملكية، ويصفون أنفسهم بأنهم طائفة طبيعية تُدعى “مستعمرة الأفعى السوداء” (Black Snake Colony). تدفع هذه الاكتشافات نانسي للتحقيق في أمر هذه المجموعة، وما لبثت أن وجدت نفسها متورطة في مغامرة تكشف عن شبكة من المزورين في المدينة.
تمتاز هذه الرواية، كغيرها من أعمال سلسلة “أسرار نانسي درو”، بقدرتها على إبقاء القارئ في حالة تشويق مستمر، من خلال الأحداث المتسارعة والغموض الذي يلف القصة منذ بدايتها وحتى نهايتها. تُظهر الشخصيات الرئيسية، نانسي وبيس وجورج، الشجاعة والذكاء في التعامل مع المواقف الصعبة، ما يجعل منهن قدوة للقراء الشباب.
صدرت النسخة المعدلة من “سر مزرعة البوابة الحمراء” في سبتمبر 2007 عن دار “غروسيت & دنلاب” (Grosset & Dunlap)، وهي تعتبر إحدى النسخ الحديثة التي تم تحديثها لتناسب القارئ العصري، مع الحفاظ على الجوهر الذي أحبه القراء في الإصدارات الأولى. تُصنف هذه الرواية ضمن فئة الأدب الجنائي للناشئة، مع التركيز بشكل خاص على شخصيات الفتيات والنساء، وهي تعكس القيم الإيجابية مثل الصداقة، الشجاعة، والإصرار على مواجهة التحديات.
في ختام هذه الرحلة المثيرة داخل صفحات “سر مزرعة البوابة الحمراء”، لا يسع القارئ إلا أن يقدر العمق الأدبي لهذا العمل، والذي يتجلى في قدرته على نقل القارئ إلى عالم مليء بالأسرار والمغامرات، معبراً عن قيم إنسانية عميقة تلامس الوجدان وتثري الخيال.