كم يحتاج الطفل من الماء يومياً
يُعتبر الماء من أهم العناصر الغذائية الضرورية للحياة، ويُشكل الجزء الأكبر من جسم الإنسان، بما في ذلك الأطفال. يلعب الماء دوراً محورياً في العديد من الوظائف الحيوية داخل الجسم، مثل تنظيم درجة الحرارة، نقل العناصر الغذائية، ترطيب الأنسجة، وإزالة الفضلات. ويختلف مقدار الحاجة اليومية للماء من شخص لآخر، ويزداد ذلك اختلافاً عندما يتعلق الأمر بالأطفال الذين يمرون بمرحلة نمو مستمرة وتتطلب تلبية احتياجاتهم بشكل دقيق.
أهمية الماء للأطفال
الماء ضروري لنمو الأطفال وتطورهم الصحي، إذ يعمل على:
-
دعم العمليات الأيضية: يساعد الماء على تنظيم العمليات الكيميائية في الجسم التي تؤثر في نمو الأنسجة وتكوين الخلايا.
-
تنظيم درجة حرارة الجسم: حيث يتم فقد الماء بشكل مستمر عن طريق التعرق والتنفس، مما يستدعي تعويضه لمنع الجفاف.
-
تحسين وظائف الكلى والجهاز الهضمي: يسهل الماء من عملية هضم الطعام وامتصاصه، ويساعد على التخلص من الفضلات والسموم.
-
المحافظة على توازن السوائل: لضمان عمل العضلات والأعصاب بشكل سليم، وهو أمر مهم للأطفال خصوصاً أثناء ممارسة النشاط البدني.
العوامل المؤثرة في حاجة الطفل للماء
حجم حاجة الطفل اليومية من الماء ليس ثابتاً بل يتأثر بعدة عوامل منها:
-
العمر: يزداد الاحتياج إلى الماء مع تقدم العمر، فالرضع يحتاجون كمية أقل مقارنة بالأطفال الأكبر سناً.
-
الوزن والطول: كلما كان وزن الطفل وطوله أكبر، زادت حاجة الجسم إلى الماء.
-
النشاط البدني: الأطفال الذين يمارسون نشاطاً بدنياً مكثفاً يحتاجون إلى كمية أكبر من الماء لتعويض الفاقد.
-
درجة الحرارة المحيطة: في الأجواء الحارة أو الجافة، يزداد فقدان الجسم للماء، مما يتطلب زيادة تناول السوائل.
-
الحالة الصحية: بعض الأمراض مثل الحمى، الإسهال، أو القيء تزيد من فقدان السوائل، ما يستدعي تعويضها بشكل فوري.
الكمية اليومية الموصى بها من الماء للأطفال
توصي المؤسسات الصحية المختلفة مثل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والمنظمات العالمية بشرب كميات محددة من الماء تختلف باختلاف العمر، وتقدّر عادة من خلال كمية إجمالية من السوائل اليومية، تشمل الماء من جميع المصادر (ماء الشرب، الحليب، العصائر، والطعام).
| العمر | كمية الماء اليومية الموصى بها (ملليلتر) | ملحوظات |
|---|---|---|
| من الولادة حتى 6 أشهر | 700 – 800 | يعتمد بشكل أساسي على حليب الأم أو الحليب الصناعي |
| من 6 أشهر حتى 12 شهراً | 800 – 1000 | يبدأ إدخال الماء بجانب الرضاعة |
| من 1 إلى 3 سنوات | 1200 – 1400 | تشمل الماء من المشروبات والأطعمة |
| من 4 إلى 8 سنوات | 1600 – 1800 | زيادة الحاجة مع النشاط والنمو |
| من 9 إلى 13 سنة | 2100 – 2500 | تختلف حسب الجنس والنشاط |
| من 14 إلى 18 سنة | 2500 – 3000 (ذكور) / 2100 – 2300 (إناث) | حجم الجسم والنشاط البدني عاملان رئيسيان |
مصادر الماء لدى الأطفال
لا يأتي الماء الذي يحتاجه الطفل يومياً فقط من شرب الماء الصافي، بل يشمل أيضاً السوائل الأخرى التي يستهلكها الطفل مثل:
-
الحليب ومشتقاته: الحليب من المصادر الأساسية التي تمد الطفل بالماء، خصوصاً في مراحل الرضاعة.
-
العصائر الطبيعية: تساهم العصائر في ترطيب الجسم، لكن يجب تقديمها بكميات معتدلة لتجنب زيادة السكر.
-
الأطعمة الغنية بالماء: كالفواكه والخضروات مثل البطيخ، الخيار، البرتقال، والطماطم التي تحتوي على نسبة عالية من الماء.
تأثير نقص الماء على الأطفال
نقص شرب الماء عند الأطفال قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، منها:
-
الجفاف: وهو حالة نقص حاد في سوائل الجسم تؤثر على جميع الوظائف الحيوية، وقد تكون مهددة للحياة عند الرضع والأطفال الصغار.
-
ضعف التركيز والانتباه: لأن الدماغ يحتاج إلى الترطيب المستمر للقيام بوظائفه بشكل صحيح.
-
اضطرابات في الجهاز الهضمي: الإمساك هو أحد الآثار الشائعة لنقص الماء، بسبب بطء حركة الأمعاء.
-
تأثير سلبي على الكلى: مما قد يؤدي إلى تكون حصوات الكلى أو التهابات في المسالك البولية.
علامات الجفاف عند الأطفال
يجب على الأهالي التعرف على علامات الجفاف لتجنب حدوث مضاعفات، ومن هذه العلامات:
-
جفاف الفم والشفتين.
-
قلة التبول أو البول الداكن.
-
النعاس أو الخمول.
-
الدموع قليلة أو غائبة عند البكاء.
-
جلد جاف وباهت.
-
صداع ودوار.
نصائح للحفاظ على ترطيب الطفل
-
تشجيع الطفل على شرب الماء بانتظام: خاصة أثناء وبعد النشاط البدني.
-
تقديم الماء بطرق محببة: مثل استخدام أكواب ملونة أو مع أكواب ذات فتحات خاصة للأطفال.
-
مراقبة السوائل في النظام الغذائي: التأكد من تناول كميات كافية من الفواكه والخضروات.
-
تجنب المشروبات الغازية والمشروبات عالية السكر: لأنها قد تقلل من شرب الماء النقي.
-
تقديم الماء تدريجياً مع بداية إدخال الأطعمة الصلبة: للأطفال الرضع.
الاعتبارات الخاصة للرضع والأطفال الصغار
-
في الأشهر الستة الأولى، يعتمد الطفل بشكل كامل على حليب الأم أو الحليب الصناعي الذي يحتوي على كمية كافية من الماء.
-
يبدأ إعطاء الماء بعد ستة أشهر، بكمية قليلة في البداية وتزداد تدريجياً مع النمو.
-
تجنب إعطاء الماء بكميات كبيرة للرضع قبل عمر ستة أشهر لأن ذلك قد يؤدي إلى اضطرابات في التوازن الكهربائي أو تغذية غير كافية.
الماء وتأثيره على الصحة النفسية والسلوكية للأطفال
تشير الأبحاث إلى أن تناول كمية كافية من الماء يؤثر إيجابياً على الصحة النفسية والسلوك عند الأطفال. الترطيب الجيد يساعد على تحسين المزاج، تقليل القلق، وتحسين الأداء المعرفي في المدارس. لذلك، من المهم مراقبة ترطيب الطفل كجزء من العناية الشاملة بصحته.
دور المدرسة والأسرة في تعزيز شرب الماء
-
المدارس: يجب أن توفر بيئة مناسبة تحفز الأطفال على شرب الماء، مثل وجود مصادر ماء نظيفة وصحية في الفصول والملاعب.
-
الأسرة: تقع على عاتقها مسؤولية تشجيع الأطفال على تطوير عادة شرب الماء المنتظمة، وتوفير الماء النقي بشكل مستمر في المنزل.
تأثير المناخ والبيئة على حاجة الطفل للماء
تزداد حاجة الطفل إلى الماء في المناطق الحارة والجافة حيث يكون فقدان السوائل عن طريق العرق أعلى، كما أن التلوث البيئي قد يؤثر على جودة المياه المتاحة، مما يستوجب اهتماماً خاصاً بتوفير مياه نقية وشربها.
هذا المقال استعرض بشكل مفصل وكامل مقدار حاجة الطفل للماء يومياً، أهمية الماء في نموه وصحته، العوامل المؤثرة على هذه الحاجة، والطرق المثلى لضمان حصول الطفل على كفايته من الماء لضمان حياة صحية ونمو متوازن.
المصادر:
-
National Academies of Sciences, Engineering, and Medicine. Dietary Reference Intakes for Water, Potassium, Sodium, Chloride, and Sulfate. The National Academies Press, 2004.
-
Mayo Clinic Staff. “Water: How much should you drink every day?” Mayo Clinic, 2023.
