تمتاز رواية “السيدة واليونيكورن: رواية” للكاتبة تريسي شفاليه بأنها مزيج متقن بين التاريخ والخيال، حيث تكشف الستار عن أحد ألغاز عالم الفن من خلال لوحة فنية عظيمة تتألف من مجموعة من السجاد القديمة التي تعلو اليوم جدران متحف كلوني في باريس. تبدو هذه السجادات كما لو أنها تصوّر إغراء اليونيكورن، لكن القصة التي تكمن وراء صنعها لم تكن معروفة حتى ذلك الحين.
تنقلنا القصة إلى باريس في عام 1490 حيث يقوم نبيل فرنسي ذكي بطلب ستة سجاد فاخرة تحتفل بارتقائه في الحياة القصرية. يعين النبيل الفرنسي الكاريزمي، المتعجرف، والموهوب بشكل خارق نيكولاس ديز إنوسنتس لتصميمها. يثير نيكولاس الفوضى بين النساء في المنزل – الأم والابنة، الخادمة، والسيدة الحاضرة – قبل أن يأخذ تصاميمه شمالًا إلى ورشة العمل في بروكسل حيث يجرى تحضير السجاد. هناك، يخاطر الحرفي الرئيسي جورج دي لا شابيل بكل ما يملك لإنهاء السجاد – أجمل وأعقد عمل له – في الوقت المناسب لعميله الفرنسي الدقيق. تؤثر النتائج على حياتهم جميعًا – حياة تم تسجيلها في السجاد، لأولئك الذين يعرفون من أين يبحثون.
تنسج تريسي شفاليه في “السيدة واليونيكورن” الحقائق والخيال في حبكة أدبية جميلة وخالدة ومثيرة – قصة استثنائية تروى بشكل رائع. تتنوع فصول الكتاب بين الحقبات التاريخية وتصف الحياة في فرنسا وبروكسل في ذلك الوقت بشكل مشوق ومفصل، مما يجعل القراء يعيشون تجربة زمنية مميزة تجمع بين الواقع والخيال بطريقة فريدة من نوعها.