سر الحياة الخفية للكلاب: مراقبات إليزابيث مارشال توماس

في هذا السرد الجميل الذي يستند إلى ثلاثين عامًا من العيش ومراقبة الكلاب والذئاب والدينغو، تقدم الروائية وعالمة الأنثروبولوجيا إليزابيث مارشال توماس لنا فهمًا جديدًا تمامًا لعالم الكلاب. نلتقي بميشا، الهاسكي الذي كان صديقاً لتوماس، والذي تبعته في جولاته اليومية على مساحة تزيد عن 130 ميل مربع، والذي قدم في النهاية إجابة بسيطة ومفاجئة على السؤال: “ماذا يريد الكلاب بشكل أكثر من كل شيء؟” ليس الطعام، ولا الجنس، وإنما الكلاب الأخرى. نلتقي أيضًا بماريا، التي كانت تعشق ميشا، وقد أنجبت جراءه وأبدت حزنها بوضوح عندما انتقل بعيدًا. كما نلتقي ببينجو، الكلب الجريء الذي يعاني من ربو، والعديد من الشخصيات الفاتنة الأخرى في هذه السجلات التي لا تُنسى، والتي “تفيض بالتبصر والاحترام”، حسب قول إيميلي ميتشل في تايم إنترناشيونال.

يقع هذا الكتاب تحت فئة الحيوانات الأليفة وتحديداً الكلاب، وهو يقدم نظرة مذهلة وفريدة لحياة هذه المخلوقات الرائعة. الكتاب صدر عن دار النشر غاليري في يوليو عام 1996، ويتميز بوصف دقيق وعميق للتفاعلات الاجتماعية والعاطفية بين الكلاب. إليزابيث مارشال توماس، بأسلوبها الأدبي الفريد، تقدم للقارئ نافذة مفتوحة نحو العالم الخفي والمعقد الذي يعيش فيه هؤلاء الكائنات الرائعة.

مع ذلك، يبرز جمال هذا السرد في استعراض ميزات الحيوانات وكيفية تأثير بيئتها وتفاعلاتها اليومية على حياتها العاطفية. إنه ليس مجرد كتاب عن الكلاب، بل هو رحلة استكشافية عميقة تفتح الأفق لتفهم أعماق الحياة الحيوانية وكيفية تأثيرها على حياتنا البشرية.