في روايته “الأيقونة”، يقدم الكاتب نيل أولسون قصة مشوّقة تعبق بالغموض والتشويق، تأخذنا في رحلة مثيرة عبر أكثر من نصف قرن وعلى امتداد قارتين، تاركةً وراءها أثراً لا يُنسى في عقول القراء.
تتناول الرواية قصة ماثيو سبير، الحارس الشاب للتراث اليوناني الأمريكي في متحف المتروبوليتان للفنون، حيث يلتقي بالجميلة آنا كيسلر، تاجرة الفنون المتقلبة التي ورثت مجموعة رائعة من جدها الغامض. يكتشف ماثيو قريبًا أن لؤلؤة مجموعة العجوز ليست سوى الأم القديسة كاتاريني – أيقونة مقدسة اعتقد الناس أنها دُمِّرَت في حريق. لكن بينما يدرك ماثيو قيمة الأيقونة كعمل فني – ونجم في تاجه إذا استطاع إضافتها إلى مجموعة المتحف – يكتشف قريبًا أنها تحمل أهمية أكبر بكثير لعدة أشخاص، بما في ذلك جده وأبويه الروحيين.
ما لا يدركه ماثيو هو أن ارتباطه الخاص بالأيقونة سيقذفه في شبكة معقدة من الموت والخداع، حيث يسعى أطراف أخرى – بما في ذلك ممثل للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، و”رجل أعمال” روسي، ومجرم يحتضر، ونازي هرب من المحاكمات الحربية لمدة نحو ستة عقود – للحصول عليها لأغراضهم الخاصة. يعتقد الجميع أن الأيقونة مصدر قوة رائعة وغير مفهومة، وأن الجميع كانوا مرتبطين بالأحداث التي جرت في قرية يونانية صغيرة خلال الحرب العالمية الثانية.
مع تجربة ماثيو للرنين الغريب للأيقونة، ورؤيته للسيطرة التي تمتلكها على الآخرين، يبدأ في فهم أن الطريقة الوحيدة للخروج من التورط هي اكتشاف ما حدث حقًا في تلك القرية اليونانية قبل ستين عامًا. وسيُجبر قريبًا على مواجهة موقف مروع حيث يتعين عليه أن يقرر من يعيش ومن يموت، وسيضطر إلى إعادة فحص كل جانب من جوانب حياته – الولاءات داخل عائلته، ومشاعره تجاه آنا، وحتى مسألة إيمانه الخاص.
هل الأيقونة في المقام الأول آثار تاريخية وفنية؟ أم أنها شيء أكثر بعد – وعاء مملوء بروح وقوة المسيح نفسه؟ في بداية مذهلة تمتد لأكثر من نصف قرن وعلى امتدادين، تطرح “الأيقونة” علينا التساؤلات الأساسية حول الإيمان والسلطة والحب.