حركة الجنين في الشهر الثالث

كيف تحس بحركة الجنين في الشهر الثالث؟

إن تجربة الحمل تعتبر واحدة من أكثر التجارب الفريدة والمميزة في حياة أي امرأة. ومع تقدم الحمل، يبدأ الجنين في النمو داخل رحم الأم، وتتغير العديد من الأشياء التي تتعلق به وبالمرأة الحامل. واحدة من أكثر اللحظات التي يتوق إليها معظم الأمهات هي لحظة الإحساس بحركة الجنين. ولكن متى وكيف يمكن للأم أن تحس بحركة الجنين؟ وهل يمكن للأم أن تشعر بحركة الجنين في الشهر الثالث من الحمل؟ في هذا المقال، سنناقش كل ما يخص حركة الجنين في الشهر الثالث، بدءاً من توقيت ظهور الحركة، إلى كيفية التعرف عليها وكيفية تأثيرها على الأم الحامل.

1. حركة الجنين: ما هي؟

حركة الجنين هي ببساطة تحركات الجنين داخل رحم الأم. وتبدأ هذه التحركات عندما يبدأ الجنين في النمو بشكل أكبر وقوي، حيث يقوم بالتحرك داخل كيس الحمل. على الرغم من أن حركة الجنين تبدأ في وقت مبكر من الحمل، إلا أن الأم غالباً لا تشعر بها في المراحل الأولى بسبب صغر حجم الجنين والمساحة الواسعة داخل الرحم.

تبدأ تحركات الجنين في الظهور بشكل أوضح عند اقتراب نهاية الثلث الأول من الحمل، ولكن في بعض الحالات، قد تشعر الأم بحركات خفيفة جداً في الشهر الثالث. تعرف هذه الحركات المبكرة باسم “النبضات” أو “الفواق”، وتكون غير منتظمة ولكنها قابلة للإحساس خاصة في الأوقات الهادئة عندما تكون المرأة في حالة استرخاء.

2. متى تبدأ حركة الجنين في الظهور؟

الحركة الأولية للجنين يمكن أن تبدأ عادة في الأسبوع السادس عشر من الحمل، أي بعد الشهر الثالث، ولكن من الممكن أن تبدأ الأمهات في الشعور بحركات الجنين بشكل غير واضح في وقت أبكر. قد تختلف كل تجربة حمل عن الأخرى، حيث يمكن لبعض النساء أن يشعرن بحركات الجنين في وقت مبكر من الأسبوع 12، بينما قد يتأخر ذلك عند نساء أخريات إلى ما بعد الأسبوع 20. ولكن في الشهر الثالث تحديداً، غالباً ما تكون حركة الجنين في بداياتها، وقد لا تكون واضحة أو قوية بما يكفي ليشعر بها معظم النساء.

3. العوامل التي تؤثر على شعور الأم بحركة الجنين

تختلف القدرة على الشعور بحركة الجنين من امرأة إلى أخرى بناءً على عدة عوامل، مثل:

• موقع الجنين: إذا كان الجنين قريباً من الجدار الأمامي للرحم أو قريباً من الحبل السري، فقد يكون من الصعب على الأم الشعور بحركته في وقت مبكر. كما أن النساء اللاتي يعانين من زيادة وزن الجسم قد يجدن صعوبة في الشعور بالحركة بسبب طبقة الدهون الزائدة.

• تجربة الحمل السابقة: النساء اللواتي سبق لهن أن حملن من قبل قد يشعرن بحركة الجنين في وقت أبكر من النساء الحوامل لأول مرة. ذلك لأنهن قد تكون لديهن معرفة أفضل لماهية الحركة وكيفية تمييزها.

• نشاط الجنين: في بداية الحمل، تكون حركة الجنين غير منتظمة وقد تكون خفيفة جداً. بعض الأجنة قد تكون أكثر نشاطاً من غيرها، مما يعني أن بعض الأمهات قد يشعرن بحركة الجنين في وقت أبكر أو أكثر وضوحاً.

• حجم الجنين: في الأسابيع الأولى من الحمل، يكون الجنين صغيراً جداً ولا يملك القوة الكافية لإحداث حركة ملحوظة. مع مرور الوقت، يزداد حجمه، مما يسمح له بالتحرك بشكل أكبر داخل الرحم، ويصبح ذلك أكثر وضوحاً.

4. كيف تشعرين بحركة الجنين في الشهر الثالث؟

في بداية الحمل، تكون حركة الجنين عبارة عن تحركات طفيفة وغير منتظمة. في الشهر الثالث، قد تشعرين ببعض الأحاسيس مثل “النبضات” أو “التموجات” داخل الرحم. هذا النوع من الحركة قد يكون شبيهاً بالإحساس بفقاعات غازية داخل البطن أو شعور غريب يشبه “الدغدغة” أو حتى “فواق الجنين”. يكون هذا الإحساس عادة غير مؤلم ولكنه قد يسبب بعض الارتباك للأمهات الجدد اللواتي لا يعرفن ما إذا كانت هذه هي حركة الجنين بالفعل.

5. كيف تميزين حركة الجنين في الشهر الثالث؟

في الشهر الثالث، تكون حركة الجنين في بداياتها وعادة ما تكون خفيفة وصغيرة. إذا كنتِ حاملًا لأول مرة، فقد تجدين صعوبة في تمييز هذه الحركات في البداية. قد تشبه الحركة الأولى شعورًا “بالتقلصات الخفيفة” أو “النبضات” التي تأتي وتذهب في فترات متقطعة.

من المهم أن تعرفي أن هذه الحركات الأولية ليست متسقة أو منتظمة، وبالتالي لا داعي للقلق إذا لم تشعري بها كل يوم. قد تشعرين بها في بعض الأيام بينما تغيب في أيام أخرى. مع تقدم الحمل، سوف تصبح الحركات أكثر وضوحاً وأكثر تكراراً.

6. أسباب عدم شعور المرأة بحركة الجنين في الشهر الثالث

في بعض الأحيان، قد لا تشعر المرأة بحركة الجنين في الشهر الثالث، وهو أمر طبيعي للغاية في العديد من الحالات. هناك بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى هذا:

• صغر حجم الجنين: في بداية الحمل، لا يزال الجنين صغير الحجم للغاية، مما يعني أن حركاته قد تكون غير محسوسة. في هذه المرحلة، يمكن أن تتداخل حركة الجنين مع العمليات الطبيعية الأخرى في الجسم.

• موقع الجنين داخل الرحم: إذا كان الجنين في موقع بعيد عن جدار الرحم أو محاطاً بالكثير من السائل الأمينوسي، فقد يكون من الصعب على الأم الإحساس بحركاته.

• نوع الحمل: في حالات الحمل متعدد الأجنة، يمكن أن تكون الحركات أقل وضوحاً في البداية، حيث أن كل جنين يتحرك في نفس الوقت، وقد يسبب ذلك تداخل الحركات.

7. متى يجب على الأم الحامل القلق بشأن حركة الجنين؟

رغم أن حركة الجنين في الشهر الثالث قد لا تكون دائمًا واضحة، إلا أن من المهم أن تراقب الأم صحتها وصحة جنينها. إذا كانت الأم لا تشعر بأي حركة على الإطلاق خلال هذا الشهر، أو إذا كانت تعاني من أي أعراض غير طبيعية مثل الألم أو النزيف، ينبغي عليها استشارة الطبيب المختص. بالطبع، يجب على المرأة أن تتابع حملها بانتظام وفقاً لنصائح الطبيب، حيث أن كل حمل يختلف عن الآخر.

8. تأثير حركة الجنين على الأم الحامل

قد تشعر المرأة الحامل بمشاعر متباينة عند شعورها بحركة الجنين. بعض النساء يشعرن بالسعادة والاطمئنان عندما يحسسن بحركة الجنين، بينما قد تشعر أخريات بالقلق أو عدم الراحة، خاصة في بداية الحمل عندما تكون هذه الحركات خفيفة وغير منتظمة. مع مرور الوقت، تصبح الحركة أكثر وضوحاً، مما يساعد في تعزيز العلاقة بين الأم وجنينها ويجعل المرأة تشعر بارتباط عاطفي أكبر.

إضافة إلى ذلك، فإن حركة الجنين قد تساعد في تعزيز الدورة الدموية للمرأة الحامل، مما يساهم في تحسين صحتها العامة أثناء الحمل.

9. الخلاصة

بناءً على ما تم ذكره، يمكن القول بأن حركة الجنين في الشهر الثالث قد لا تكون ملحوظة لدى جميع النساء، ولكنها تبدأ بشكل غير منتظم، وعادة ما تكون خفيفة مثل “النبضات” أو “التموجات”. مع تقدم الحمل، تصبح الحركات أكثر وضوحاً وشدة. إذا كانت الأم تشعر بعدم الراحة أو القلق بشأن حركة الجنين، فيجب عليها استشارة الطبيب المختص للتأكد من سلامتها وسلامة الجنين.