في “أسرار الساعات الأخيرة قبل سقوط بغداد”، يأخذنا الكاتب علي الجابري في رحلة فريدة وعميقة إلى أحداث الحرب البشعة التي شهدها العراق في العام 2003. يرصد الكتاب تفاصيل الصراع الذي لم يكن مجرد صراع عسكري، بل كان يمس الجوانب الإنسانية والثقافية والتاريخية لهذا الوطن العريق.
بأسلوب سردي يتسم بالعمق والوضوح، يكشف الجابري عن كواليس الحروب الأخرى التي دارت خلف الكواليس السياسية. يستعرض الكاتب بجدية وتأمل أحداث الحرب وكيف أثرت على الشعب العراقي، وليس فقط على صدام حسين ونظامه.
فيما يتعلق بالحروب التي خاضها العراق على مر العصور، يقدم الجابري تحليلاً تاريخيًا عميقًا يبرز الأبعاد الثقافية والحضارية لهذا الوطن. يقفز القارئ في زمن يمتد لأكثر من خمسة آلاف سنة، حيث يتجلى التراث العظيم والتاريخ الغني الذي يزخر به العراق.
الكتاب لا يقتصر فقط على توثيق الأحداث، بل يسلط الضوء أيضًا على الجوانب الإنسانية للصراع. ينقل القارئ إلى معاناة الأفراد والعائلات الذين عاشوا تلك اللحظات الصعبة، مما يمنح القارئ فهمًا أعمق حول أثر الحروب على الحياة اليومية والنسيج الاجتماعي.
تتنوع المواضيع التي يلامسها الكتاب، حيث يندرج تحت فئة الكتب السياسية، وتحديدًا في فرع السياسة العربية المعاصرة. يتيح الكتاب فهمًا أعمق للتحولات السياسية والثقافية في المنطقة، وكيف أثرت هذه التحولات على مسار العراق.
تصدرت الأهلية للنشر والتوزيع هذا العمل الرائع في عام 2004، وقدمت نسخًا بغلاف ورقي يعكس جوهر الكتاب وعمق مضمونه. يتميز الكتاب بعدد صفحات يصل إلى 238 صفحة، مما يمنح القارئ الوقت الكافي لاستيعاب التفاصيل والتأمل في الأحداث والمعلومات التي يقدمها الكاتب.
في الختام، يُعتبر “أسرار الساعات الأخيرة قبل سقوط بغداد” عملاً أدبيًا وتاريخيًا فريدًا يثري مكتبة الكتب السياسية، ويشكل مصدرًا غنيًا للقارئ الباحث عن فهم أعمق للتحولات التاريخية في الشرق الأوسط.