في رواية “الدوامة” من تأليف جيريميا هيلي، يُطلق الكاتب العنان لخياله وبراعته في الكتابة الروائية ليقدم لنا مغامرةً مشوّقة ومفكّرة تغمرنا بالتفكير. حيث حظيت روايات جون فرانسيس كادي بإعجاب النقاد والقراء على حدّ سواء، واعتبرت “سلسلة متميّزة” حسب مراجعة نيويورك تايمز للكتب. وفي هذا العمل يتخطى هيلي حدود كتابة الألغاز الغامضة، ليقدم لنا قصة تبحث في أعماق النفس وتغوص في كوابيسنا الشخصية.
تبدأ الرواية بمأساة لا يمكن تفسيرها، حيث يتعرض المحقق الخاص جون فرانسيس كادي لصدمة عنيفة بوفاة المرأة التي يحبّ، والتي كانت على متن طائرة سقطت فجأة من السماء. هذا الحدث الغامض يجعله يعاني من الحزن الشديد والفقدان، دون أن يجد أي إجابات أو مبرّرات.
ومع ذلك، عندما يتلقى كادي اتصالًا استغاثة من أحد رفاقه في فترة الحرب في فيتنام، لا يجد الوقت رفاهية يمكنه الاستغناء عنها. يتوجّه كادي إلى فورت لودرديل بسبب الضرورة، ليجد نفسه أمام مأساة جديدة تشبه إلى حد كبير مأساته الشخصية.
تكمن المأساة في وفاة حفيدة العقيد نيكولاس هيليدس، الذي يعاني من السكتة الدماغية. تم العثور على الفتاة، فيرونيكا هيليدس، في منزل العقيد نيكولاس المحمي بشدة على ضفاف الطريق المائي الداخلي. وعلى الرغم من صغر سنها، إلا أن فيرونيكا لم تكن بريئة، بل كانت تستخدم من قبل والدها لإعادة إحياء مسيرته الموسيقية وثروته من خلال فرقة موسيقية تدعى “الدوامة”. وقد تم تشكيل شخصيتها لتصبح نجمة موسيقية جاذبة جنسيًا. وفي ليلة عيد ميلاد جدها، تم العثور عليها مقتولة، وكانت جريمة القتل هي الجريمة الأخيرة التي تعرضت لها.
وهنا يبدأ كادي في فك غموض الجريمة، ويبدأ في استجواب مجموعة من الشخصيات المتورطة في حياة العقيد هيليدس وحفيدته “فيري”، بدءًا من ابنه الأصغر المكتئب إلى المعجبين السابقين؛ من المستشار الروحي الغامض إلى المرأة التي تزوجت العقيد من أجل ماله والترخيص الذي سيشتريها. كادي يشهد على أسوأ جوانب الطبيعة البشرية في وقت يكون فيه قلبه محطمًا إلى نصفين.
ولكن هذا ليس كافيا، فالقتل الذي استهدف ضحية متفوقة الذكاء قد لا يكون كما بدا في البداية. وبهذه الطريقة، تتناول الرواية قصة حب لا يمكن السيطرة عليه، والغضب، والولاء بين الأسر والأصدقاء. ففي جون فرانسيس كادي، لا يحاول فقط العثور على القاتل، بل يحاول أيضًا إيقاف نفسه من الانزلاق إلى أعماق الظلام البشري النهائي.
تم نشر الرواية بواسطة دار النشر Atria Books في أغسطس عام 1999، وتندرج ضمن فئة الروايات الواقعية والألغاز الغامضة والتحقيقات الشرطية.