في رواية “بعض من جنون” التي ألفتها الكاتبة ربيعة ريحان، نجد أنفسنا أمام عالمٍ مدهش وفريد من نوعه، حيث تنسج الكاتبة خيوط القصة ببراعة وإتقان. تبدأ الرواية بوصف مثير لظهور شخص غامض، كمن نبت فجأة في حياة البطلة، ما أثر فيها بشكل غريب وأشبه بالسحر.
تقوم الكاتبة بفنيات روائية متقنة في رسم أحداث القصة، حيث تشير إلى تأثير حضور هذا الشخص الغامض على حواس البطلة وعقلها. يظهر هذا التأثير في تشوش حواسها وجعلها تتعثر في ردها، وكأنه قد أخذها في رحلة غير مألوفة ومليئة بالتحديات.
تبرز اللحظة التي تجمع بين البطلة والشخص الغامض على دراجته الهوائية كنقطة تحول مهمة في القصة. يتم استعراض اللحظات الفارقة بينهما بأسلوب يجمع بين الحوار والوصف، مما يضفي طابعًا خاصًا على اللحظات المشتركة بين الشخصيتين.
تظهر الكاتبة بشكل متقن في تصوير مشاعر البطلة، حيث ينعكس الخوف والحيرة في وصفها للمواقف التي تعيشها. اللحظات التي تكون فيها بين رجلين تعزز من توتر القصة وتجعل القارئ ينغمس بعمق في عوالم الشخصيات.
الرواية تتقن استخدام الفاعلين والأحداث لخلق جو من التشويق والغموض، وتبني تفاصيل مثيرة ومثبتة في الذاكرة، كما تتعاون مع الإعدادات والخلفيات لتعزيز جاذبية الرواية بشكل عام.
“بعض من جنون” تأخذنا في رحلة فريدة من نوعها، حيث يتم تقديم الشخصيات بشكل طبيعي وإنساني، ويتم تناول الأحداث بطريقة تجعل القارئ يعيش تجربة فريدة ومثيرة. تستحق هذه الرواية الاهتمام والقراءة، فهي تقدم تجربة أدبية مميزة في عالم الأدب والخيال.