كتب أجنبية

سحر المنظار الكهرماني: رحلة الاكتشاف في عوالم The Amber Spyglass

رواية “The Amber Spyglass” هي الجزء الثالث والأخير من سلسلة “His Dark Materials” للكاتب فيليب بولمان، وهي تتميز بعمق الخيال والفلسفة التي تحملها. تدور أحداث الرواية في عوالم متوازية متعددة، حيث يتقاطع السحر مع العلم والديانة مع الفلسفة.

تسلط الرواية الضوء على مفهوم الغبار (Dust)، والذي يُعرف أيضًا بـ”المادة الداكنة” (Dark Matter) و”Sraf”، وهي أسماء مختلفة لنفس المادة التي تعكس أصولها المختلفة في العوالم المختلفة. في عالم ليرا، يُعتبر الغبار علامة على الفطرة والقدرة على الاستقلال، بينما في عوالم أخرى قد يُعتبر خطرًا يجب التصدي له. هذه التباينات تعكس الثقافات والمعتقدات المختلفة للشعوب التي تعيش في هذه العوالم.

بالنسبة للسكين الدقيقة (the subtle knife)، فإن تحطيمه عندما يفكر ويل في والدته يظهر التأثير النفسي العميق للعلاقة بينهما وكذلك التناقضات الداخلية لشخصية ويل. هل كانت مس كولتير تدرك تأثيرها على ويل؟ من الممكن، حيث تربط بينهما علاقة معقدة من المحبة والصراع. تظهر التواصلات بين مس كولتير ووالدة ويل أيضًا، مما يعزز التأثير النفسي للتحطيم على ويل.

تتميز كل جهاز خاص في الثلاثية بخصائصه المميزة، حيث يعكس كل منها شخصية الشخص الذي يستخدمه. الأليثيومتر (the alethiometer) يتطلب الذكاء والتفكير العميق، بينما السكين الدقيقة يتطلب الشجاعة والقوة الداخلية، والمنظار الكهرماني (the amber spyglass) يعكس الاستكشاف والفضول. هذه الأدوات تصبح جزءًا من هوية الشخص الذي يستخدمها، وتعكس قوتهم وضعفهم وشغفهم.

بالنسبة لنية السكين الدقيقة، يُشير اقتباس إيوريك إلى أنه قد تكون لديها نوايا خاصة، قد تتجاوز نوايا مُصنِّعها. يُعتقد أن السكين تسعى إلى الحرية والتحرر، وقد أُنشئت لتحقيق هذه الأهداف من قبل كيان أو كيانات ذات قدرات عالية. هذا يجسد التناقض بين الأخلاق والأهداف المختلفة للأفراد والكيانات الفائقة.

في نهاية “The Amber Spyglass”، يُظهر ليرا ومس كولتير تشابهات عميقة فيما يتعلق بالعزيمة والقوة والمحبة. ومع ذلك، تختلف قصصهما المتناقضة؛ حيث تتغلب ليرا على الصعوبات من خلال الصدق والقوة الداخلية، بينما تلجأ مس كولتير إلى الخداع والمكر لتحقيق أهدافها. تتجسد تحولات مس كولتير في القصة من خلال ظهور مشاعرها الأمومية، مما يعكس القدرة على التغير والتطور في الشخصيات الأدبية.