سحر السيرك

في كتاب “ليلة بعد ليلة” من تأليف ديانا كوبر ورسم إيفي ستار، يتم دمج القارئ في عالم السيرك، عالم السحر والخيال، حيث يتحقق الأداء – سواء كان الفنانون بشرًا أو حيوانات – لأساطير قديمة. يعيش القارئ في هذا الكتاب أداءً لدور “الدائرة الكبيرة للسيرك”، حيث يشعر بنفس الدهشة والبهجة التي يشعر بها الجمهور عندما تضيء الأضواء.

يقدم لنا الكتاب شخصيات مميزة في عالم السيرك، مثل “كاتيا شومان”، السيدة الفارسة التي تسحرنا ببراعتها على ظهر الحصان، والتي أنجبت طفلها الثاني بعد أداء عرضها المسائي؛ “زامورات”، المرن الذي يستطيع لف جسده بأكمله داخل زجاجة؛ “آنا ماي”، العرضة المتواجدة والمحترفة الذي يبلغ من العمر 49 عامًا والتي تعرف بذكائها الفطري؛ و”بول بيندر”، سيد الحلبة، الذي يكون في نفس الوقت سيدًا وخادمًا للعرض الساحر. تسلط ديانا كوبر الضوء على عائلة السيرك من خلال قصص ساحرة من الفنانين أنفسهم.

السيرك هو أكثر من ترفيه بسيط: إنه فن كلاسيكي يمزج بين غمر نفسه في الخيال والمهارات الاحترافية والتقاليد. إنه الفن الوحيد الذي يجمع بين أنواع متعددة من الكائنات تعمل وتلعب كأمور متساوية. من خلال استشهادها بالفلاسفة والشعراء والأساطير السيركية، تنير كوبر العلاقة الخاصة بين البشر والحيوانات. إنها ترى السيرك على أنه يجسد مجموعة غنية من الأفكار: التعايش بين الإنسان والحيوان، جماليات التنوع، التباينات بين الخيال والواقع، علاقتنا بأنفسنا والعالم من حولنا، ومفاهيم ما هو – وما ليس – طبيعيًا.

لقرون طويلة، أثار السيرك الإعجاب والخوف والدهشة والفرح. كما تكتب كوبر: “نحن بحاجة إلى الخيال، والسيرك يعترف بأن الخيال هو واقع يتم تفصيله بشكل مبالغ فيه، وأن الواقع في التركيز”. يأسر كتاب “ليلة بعد ليلة” شعرية هذا الروح، يحيط بنا ويحيط بنا بالسحر الكامل للسيرك.