سحرة ماجيبور: مغامرات سحرية على كوكب الألغاز

“سحرة ماجيبور” (Trilogie Prestimion) – روبرت سيلفربرج

تعدّ رواية “سحرة ماجيبور” (Sorcerers of Majipoor)، التي كتبها روبرت سيلفربرج، واحدة من الأعمال البارزة في أدب الخيال العلمي. تنتمي الرواية إلى سلسلة “ترولوجي بريستيميون” (Prestimion Trilogy)، والتي تعتبر جزءاً من سلسلة عالم ماجيبور الواسع والمعقد. نُشرت الرواية في أغسطس 1997 عن دار نشر هاربر بريسم (Harper Prism).

عالم ماجيبور

تدور أحداث الرواية على كوكب ماجيبور العملاق، وهو عالم مليء بالأسرار القديمة والعجائب الجديدة. ماجيبور هو كوكب يتميز بتنوعه الثقافي والاجتماعي العميق، حيث تتشابك الأساطير مع السياسة، وتتفاعل السحرية مع الواقع. الكوكب مغطى بمدن ضخمة وقلاع تمتد على مساحة شاسعة، ويعيش فيه عدد كبير من الأجناس المتنوعة التي تسهم في إثراء هذا العالم الغني.

الشخصيات الرئيسية

بونتيفيكس برانكيبين

أحد الشخصيات المحورية في الرواية هو بونتيفيكس برانكيبين، الذي يعتبر من كبار السحرة وقد جلب السحر والازدهار إلى الخمسين مدينة في قلعة الجبل. بعد فترة طويلة من الحكم، يقترب برانكيبين من نهاية عمره، مما يضع الكوكب على حافة مرحلة جديدة من التغيير.

اللورد كونفيلوم

اللورد كونفيلوم، الذي من المتوقع أن يصبح بونتيفيكس القادم، يقرر بدء الألعاب الجنائزية قبل أن يتم اختيار خلفه. يعتبر كونفيلوم شخصية مركزية في السياسة العليا لماجيبور، ويطمح إلى ضمان الانتقال السلس للسلطة.

الأمير بريستيميون

الأمير بريستيميون هو المرشح القانوني ليكون كورونال القادم، ولكن يشتهر بأنه ابن بونتيفيكس الحالي، وهو ما يجعله غير مؤهل قانونياً للحكم. بريستيميون هو شخصية غير متوقعة، حيث يفضل الحياة في الهواء الطلق والمغامرات على خوض متاهات المؤامرات السياسية.

كورسيبار

كورسيبار، الابن البار لبونتيفيكس الحالي، هو شخصية أخرى محورية. يمتاز بحبه للصيد والطبيعة، ولكن لديه هدف سري يغير مسار الأحداث في الرواية. بعد أن تلقى زيارة من عراف، يبدأ كورسيبار في البحث عن تاج “ستاربورست” الأسطوري، الذي يقال إنه سيؤدي إلى تغيير جذري في مصير كوكب ماجيبور.

القصة والتطورات

تبدأ الرواية بتفاصيل وفاة برانكيبين، مما يخلق أجواء من الترقب والترقب بين الشخصيات الأخرى. تسود الأجواء من الفخامة والمشاهد المدهشة التي تشمل الطقوس القديمة والرؤى الغامضة التي تشير إلى بداية عهد جديد. تطور القصة إلى أحداث درامية تشمل الصراعات السياسية، والتنبؤات المستقبلية، وصراعات القوى التي تهدد بتدمير الكوكب بأسره.

كورسيبار، الذي يفضل الحياة البسيطة، يصبح في النهاية محور الأحداث بعد أن يصبح هدفاً لتنبؤات العراف. هذه النبوءة، التي توحي بوجود صراع هائل سيشمل جميع الأجناس في ماجيبور، تضعه في مواجهة مع قوى مدمرة يمكن أن تغير مصير الجميع. تتكشف الرواية من خلال مغامراته وصراعاته مع القوى الداخلية والخارجية التي تهدف إلى استغلال هذه الفوضى لتحقيق مكاسبها.

الأسلوب والأثر

يتميز أسلوب سيلفربرج في هذه الرواية بالعمق والتفاصيل الواسعة التي تعكس خبرته في إنشاء عوالم خيالية معقدة. يتميز السرد بتفاصيل غنية حول الثقافة والسياسة والدين في عالم ماجيبور، مما يساهم في بناء عالم فريد ومؤثر في الأدب العلمي.

تلعب الرواية دوراً مهماً في توسيع نطاق عالم ماجيبور وتقديم المزيد من الأفكار حول السلطة والسحر والتغيرات الكبرى في حياة الكواكب. تواصل “سحرة ماجيبور” استكشاف المواضيع التي تتعلق بالقدرة، والمصير، والتحديات التي تواجه الأفراد في عوالم متعددة، مما يجعلها إضافة قيمة إلى أعمال الخيال العلمي.

بالمجمل، تعتبر “سحرة ماجيبور” عملاً مميزاً يعكس براعة سيلفربرج في خلق عوالم خيالية غنية ومعقدة، وتظل إحدى الروايات البارزة في خيال الأدب العلمي.