دواء ستراتيرا (Strattera) هو أحد الأدوية المستخدمة لعلاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)، وهو اضطراب شائع في الأطفال وقد يستمر مع الأفراد حتى مرحلة البلوغ. يعمل ستراتيرا بشكل مختلف عن الأدوية المنشطة التي تستخدم عادة في علاج ADHD، إذ يُعتبر مثبطًا لإعادة امتصاص النورإبينفرين، وهو ناقل عصبي يلعب دورًا هامًا في تحسين التركيز والانتباه. يُعد ستراتيرا من العلاجات غير المنشطة، وهذا يجعله خيارًا مناسبًا للأشخاص الذين قد يواجهون آثارًا جانبية مزعجة من الأدوية المنشطة، أو الذين لديهم تاريخ من سوء استخدام المواد المنشطة.
آلية عمل ستراتيرا
يعمل ستراتيرا من خلال التأثير على مستويات النورإبينفرين في الدماغ، ما يعزز من الانتباه والتركيز ويقلل من التشتت السريع الذي يعاني منه الأشخاص المصابون بـ ADHD. كما يعتقد أن ستراتيرا يساعد في تحسين التحكم في السلوك، وتقليل التوتر، وتحقيق الاستقرار المزاجي.
فعالية ستراتيرا من خلال تقييمات المرضى
وفقًا لإحدى التقييمات المقدمة من مريض يتناول ستراتيرا لعلاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، فقد ذكر المريض أنه كان قد جرب سابقًا بعض الأدوية الأخرى مثل “كونسيرتا” (Concerta)، ولكن تأثيرها لم يستمر لفترة طويلة. وبالرغم من تردد المريض في البداية حول فعالية ستراتيرا، إلا أنه قرر إعطاءه فرصة بسبب معرفته بجسمه وكيفية تفاعله مع الأدوية. وذكر المريض أن ستراتيرا قد تسبب في بداية العلاج في بعض الآثار الجانبية مثل الصداع واضطرابات خفيفة في المعدة، لكن هذه الآثار تراجعت تدريجيًا مع اعتياد جسمه على الدواء وزيادة الجرعة بشكل متدرج.
أعطى المريض ستراتيرا تقييمًا مرتفعًا بفعالية وصلت إلى 10 من 10، مشيرًا إلى أن الدواء قد لعب دورًا هامًا في تحسين حياته اليومية، وتحديدًا في إدارة أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، والتي تؤثر بشكل كبير على التركيز والتحصيل الدراسي والعمل.
الموافقة والاعتماد الطبي للدواء
تمت الموافقة على ستراتيرا من قبل الهيئة الأمريكية للدواء والغذاء (UIC) في 12 سبتمبر 2009، وذلك بعد دراسات مكثفة حول سلامة وفعالية الدواء. يُعد هذا الدواء من الأدوية الموصوفة بشكل شائع لمرضى ADHD، خاصةً لأولئك الذين لا يستجيبون بشكل جيد للأدوية المنشطة أو الذين يعانون من مشاكل صحية تمنع استخدامهم للأدوية التقليدية.
الوصف والتوزيع الطبي
يتم وصف ستراتيرا بجرعات تختلف حسب العمر والوزن وحالة المريض، ويتم تناوله عادة مرة واحدة يوميًا. يتوفر ستراتيرا بجرعات مختلفة تبدأ من 10 ملغ وقد تصل إلى 100 ملغ. ويُعتبر الدواء من الأدوية التي يتم وصفها بحذر واهتمام خاص من الأطباء، إذ تم وصف ستراتيرا حوالي 84 مرة حسب السجلات الطبية، مما يدل على أهميته العلاجية ولكن مع المراقبة الدقيقة لتأثيره.
الآثار الجانبية المحتملة
بالرغم من فعالية ستراتيرا العالية لدى البعض، إلا أن بعض المستخدمين قد يواجهون آثارًا جانبية، مثل:
- صداع، قد يحدث في بداية العلاج لكنه يخف تدريجيًا.
- اضطرابات في المعدة، خاصة إذا تم تناوله دون طعام.
- جفاف الفم، وهو عرض شائع بين الأدوية التي تؤثر على النواقل العصبية.
- تغيرات في الشهية، والتي قد تؤدي إلى فقدان وزن طفيف عند بعض المستخدمين.
ينصح الأطباء عادة بمتابعة دقيقة للمرضى في فترة العلاج الأولى، وتعديل الجرعة وفق الحاجة للتقليل من الآثار الجانبية قدر الإمكان.
نقاط قوة ستراتيرا وتقييمه العام
حصل ستراتيرا على تصنيف متوسط بقاعدة نقاط بلغت حوالي 8.39 بناءً على عدد من التقييمات، ويعد هذا التصنيف مؤشرًا إيجابيًا بشكل عام، خاصةً عند مقارنته بالأدوية الأخرى غير المنشطة المستخدمة في علاج ADHD.
يمتاز ستراتيرا بأنه:
- غير منشط، مما يجعله خيارًا مناسبًا للمرضى الذين لا يتحملون الأدوية المنشطة.
- آمن للاستخدام طويل الأمد، حيث لا يوجد ارتباط مباشر مع خطر الإدمان.
- يؤثر إيجابيًا على المزاج العام، إذ يمكن أن يساعد في تحسين الحالة المزاجية إلى حد ما بسبب آلية تأثيره على النورإبينفرين.
نصيحة ختامية
ينصح بإعطاء ستراتيرا فرصة مناسبة لتحقيق الفعالية المرجوة، فقد يحتاج الجسم إلى فترة من الوقت للتكيف مع الدواء، وتظهر النتائج بشكل تدريجي. ينصح أيضًا بالالتزام بالجرعة الموصى بها من قبل الطبيب، وتجنب التوقف عن الدواء فجأة لتجنب أي اضطرابات محتملة.