دواء ستراتيرا (Strattera) هو أحد الأدوية المستخدمة في علاج اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه (ADHD)، ويعمل على تعديل مستوى النواقل العصبية في الدماغ التي قد تكون غير متوازنة عند الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب. يعد ستراتيرا من الأدوية غير المنشطة، وهي ميزة تميزه عن العديد من الأدوية الأخرى التي تستخدم في معالجة ADHD مثل أدوية المنشطات التي تحتوي على الميثامفيتامين أو الأمفيتامينات. يتميز ستراتيرا بكونه الخيار الأمثل لبعض المرضى الذين قد لا يتحملون أدوية المنشطات أو الذين يواجهون مشاكل في التحمل أو الآثار الجانبية التي قد تسببها هذه الأدوية.
آلية عمل ستراتيرا
يعمل ستراتيرا من خلال زيادة مستويات النورإبينفرين (Norepinephrine) في الدماغ، وهو أحد النواقل العصبية التي تساهم في تحسين التركيز والانتباه. يتفاعل ستراتيرا مع المستقبلات العصبية في الدماغ بشكل مختلف عن أدوية ADHD المنشطة، مما يجعله مناسبًا للمريض الذي يعاني من أعراض ADHD ولكنه لا يتحمل تأثيرات المنشطات.
الاستخدامات العلاجية لستراتيرا
يتم استخدام ستراتيرا بشكل رئيسي في علاج اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه (ADHD) عند الأطفال والمراهقين والبالغين. يمكن أن يساعد ستراتيرا في تحسين التركيز، وتقليل التشتت الذهني، وتعزيز التحكم في الانفعالات، مما يساعد المرضى على إدارة حياتهم اليومية بشكل أفضل. على الرغم من أن تأثير ستراتيرا يظهر بشكل تدريجي، إلا أن العديد من المرضى يلاحظون تحسنًا ملحوظًا في التركيز والانتباه بعد عدة أسابيع من بدء العلاج.
الموافقة على ستراتيرا
تمت الموافقة على ستراتيرا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 8 يناير 2011. ومنذ ذلك الحين، أصبح دواءً معتمدًا لعلاج ADHD في العديد من البلدان حول العالم. بالرغم من أنه ليس الخيار الأول في العلاج، إلا أن ستراتيرا يحظى بشعبية خاصة لدى المرضى الذين يعانون من مشاكل مع أدوية المنشطات أو الذين لا يفضلونها.
تقييم فعالية ستراتيرا
فيما يتعلق بتقييم فعالية ستراتيرا، تختلف آراء المرضى بشكل كبير. فقد أظهرت بعض الدراسات أن ستراتيرا يمكن أن يكون فعالًا في تخفيف أعراض ADHD وتحسين التركيز، خاصة في المرضى الذين لا يتحملون الأدوية المنشطة. ومع ذلك، في تجربة أحد المرضى، كانت الفعالية محدودة جدًا، حيث أفاد المريض بعدم شعوره بأي تحسن ملحوظ في التركيز أو الانتباه على الرغم من زيادة الجرعة بشكل تدريجي.
مراجعة من أحد المرضى
أشار أحد المرضى إلى تجربته مع ستراتيرا قائلاً: “لقد أعطاني الطبيب دورة تجريبية لمدة 30 يومًا من ستراتيرا مع زيادة الجرعة كل أسبوع. بدأت الجرعة بـ 10 ملغ وفي الأسبوع الأخير كانت 60 ملغ. لم ألاحظ فارقًا إيجابيًا مع أي جرعة، لكنني تعرضت لحلم مفصل ومروع في أول ليلتين من العلاج، ولكن بعد ذلك أصبح نومي طبيعيًا. أما بالنسبة للآثار الجانبية، بخلاف الكوابيس الليلتين الأوليين، كنت أعاني من إمساك خفيف، حيث كان يتطلب الأمر مجهودًا أكبر للتخلص من الفضلات. حالياً أستخدم أديرال إكس آر (Adderall XR) ويبدو أنه يحقق النتائج المطلوبة”.
من خلال هذه المراجعة، يظهر أن بعض المرضى قد لا يحققون التحسن المرجو من ستراتيرا، بينما قد يواجه البعض الآخر بعض الآثار الجانبية مثل الكوابيس أو الإمساك. وهذا يعكس حقيقة أن تأثير الأدوية يختلف بشكل كبير من مريض لآخر.
الآثار الجانبية لدواء ستراتيرا
على الرغم من أن ستراتيرا لا يسبب نفس الآثار الجانبية التي تسببها الأدوية المنشطة الأخرى مثل الأرق أو زيادة معدل ضربات القلب، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية التي قد يعاني منها المرضى أثناء استخدامه. تشمل هذه الآثار الجانبية الشائعة:
- الإمساك: قد يعاني بعض المرضى من صعوبة في التبرز أو الإمساك.
- اضطرابات النوم: قد يواجه بعض المرضى صعوبة في النوم أو أحلام مزعجة خلال الأيام الأولى من العلاج.
- فقدان الشهية: قد يعاني بعض المرضى من تقليل في الشهية، مما قد يؤدي إلى فقدان الوزن في بعض الحالات.
- الصداع: قد يواجه بعض المرضى صداعًا مستمرًا أثناء فترة العلاج.
من المهم أن يتم متابعة المريض بشكل دوري من قبل الطبيب لمراقبة أي آثار جانبية محتملة وضبط الجرعة إذا لزم الأمر.
عدد مرات وصف ستراتيرا
تم وصف دواء ستراتيرا من قبل الأطباء حوالي 11 مرة، مما يشير إلى أنه يتم استخدامه في العديد من الحالات، لكنه قد لا يكون الخيار الأول في العلاج بالنسبة لكل المرضى. غالبًا ما يُعتبر ستراتيرا خيارًا مناسبًا لأولئك الذين لا يستطيعون تحمل الأدوية المنشطة أو لأولئك الذين يعانون من حالات طبية تجعل من استخدام المنشطات أمرًا غير مناسب.
تقييم عام لدواء ستراتيرا
بناءً على المراجعات والتجارب المختلفة للمرضى، يمكن القول إن فعالية ستراتيرا قد تكون محدودة لبعض المرضى، حيث أشار العديد منهم إلى أنهم لم يلاحظوا تحسنًا ملحوظًا في أعراض ADHD بعد استخدام الدواء. على الرغم من ذلك، فإن ستراتيرا يظل خيارًا علاجًا مفيدًا لبعض المرضى، خصوصًا أولئك الذين لا يمكنهم تحمل الأدوية المنشطة أو الذين يواجهون مشاكل مع الآثار الجانبية للأدوية الأخرى.
من جانب آخر، يعتبر ستراتيرا أحد الخيارات الجيدة لأولئك الذين يعانون من اضطراب ADHD ولكنه يحتوي على مميزات وعيوب تختلف من مريض لآخر. وبالرغم من أن العلاج قد يحتاج إلى فترة أطول ليظهر تأثيره بشكل كامل، إلا أنه يمكن أن يكون مفيدًا بشكل خاص إذا تم تحديد الجرعة الصحيحة ومتابعة حالة المريض بشكل دوري.
الخلاصة
في الختام، يعد ستراتيرا دواءًا غير منبه يستخدم في علاج اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه، ويتميز بآلية عمل مختلفة عن الأدوية المنشطة الأخرى. على الرغم من أن فعاليته قد تكون متفاوتة بين المرضى، إلا أنه يظل خيارًا مهمًا في العلاج خاصة للمرضى الذين لا يتحملون الأدوية المنشطة. من المهم أن يتم استخدامه تحت إشراف طبي متخصص مع متابعة دقيقة لتجنب أي آثار جانبية غير مرغوب فيها.